أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
نشر فى 4:15 ص
مسرحيتان جديدتان للكاتب أحمد سراج ضمهما أحدث إصداراته “فخ النعامة” الصادر عن دار عابر للنشر والتوزيع، بغلاف للفنانة التشكيلية رحاب العمري، التى قدمت من خلاله لوحة تتناول تأخر العرب حتى انشق جدارهم بتجويف يشبه دولة فلسطين.
يتضمن الكتاب مسرحيتان؛ “فخ النعامة” و “فصول السنة المصرية”، وتتحدث المسرحية الأولى عن قصة الحارث بن عباد أحد فرسان العرب القدماء الذي اعتزل حرب البسوس هو وقومه مطلقًا المثل العربي الشهير: “معركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل” لكن الحرب لا تعتزل أحدًا فقد قتل الزير سالم ابن الحارث وهو يصرخ إنه فداء لجزء من حذاء كليب أخيه الملك المقتول الذي بسببه اشتعلت الحرب التي استمرت أربعين عامًا.. وهنا يقرر الحارث دخول الحرب.. لكن الأحداث تواصل مكائدها ضده.. ولا يخلو النص التاريخى من اسقاطات على الحاضر الذى لا يمكن أن تكون حروبه ودمويته إلا مشاهد وأصداء لماض لا نتعلم من دروسه.
وتجعل المسرحية الثانية ثورة 25 يناير – وهو نص بالعامية المصرية – حدثها الرئيسي، فيما يتحرك المصريون من خريف الخوف والقهر والعجز إلى صيف الحقيقة إلى شتاء الثورة ودخول الميدان ونهاية بربيع الشهداء الأبرار.
عن فصول السنة المصرية يكتب محمد فكري الجزار، رئيس تحرير مجلة فصول، وأستاذ النقد الأدبي الحديث: “في هذه المسرحية ذاتِ الفصلِ الواحد “فصول السنة المصرية”، يؤكدُ لنا المؤلف أن بعض اللحظات الاجتماعية هي بذاتها دراما، وأن عبقريةَ الكاتبِ في استطاعتِه التقاطُ الجوهري منها، وإعادة صياغته مخفضًا عددَ شخوصها، ومركزًا على أبعادها السيكولوجية ومنتقيًا اللحظات الفارقة من وقائعها. وهكذا جاءت مشاهدُ المسرحية الأربعة فصولاً لسنة مصرية متميزة: الخريف – الشتاء – الصيف – ربيع الورد.”
وتكتب أنيسة السعدون أنيسة السعدون، الناقدة والأكاديمية البحرينية، وعضو مجلس أمناء المركز التربوي للغة العربيّة بدول الخليج: “فخ النعامة” نصّ جميل إلى حدِّ الدهشة. التداخل بين النص المسرحي والتاريخ يجعل كلا منهما صورةً مرآويَّة للآخر؛ومن هنا فإن النقد ينبغي أن يوجَّه إلى فهم الماضي وفهم الحاضر معًا. تداخلُ مستويات الخطاب، وتعدد الأصوات يساهمُ بصورةٍ مدهشة في تعدّدِ زوايا النظر، وهي وإن تعدّدت في الظاهر فإنها جاءت لتلبِّي رؤيةً واحدة، وتخدم صوتًا واحدًا يمكنُ الوقوف على مآلاته من تجلّيات المكان الموسوم به عنوان المسرحيّة (فخ النعامة) [النحس] وهي الثيمة الأساس التي تختزل الواقع العربي المأزوم.
يذكر أن أحمد سراج كاتب مصري، ومؤسس مشروع: “أدب المصريين”، صدر له ديوان: “الحكم للميدان” (طبعتان)، ورواية: تلك القرى” (ثلاث طبعات)، ومسرحيات: “زمن الحصار” (ثلاث طبعات)، و”القرار”، و”فصول السنة المصرية”، و”القلعة والعصفور” (طبعتان – ترجمت وعرضت في مهرجان صوت العالم بأمريكا) و”نصوص الأرض”. وكتاب: “أدب المصريين.. شهادات ورؤى”. مسؤول الصفحة الثقافية في صحيفة “المشهد”، ينشر مقالاته وحواراته في أخبار الأدب، والأهرام، والأهرام العربي، والخليج، والحياة، والثقافة الجديدة، ولغة العصر، والدوحة، وتراث، والبحرين الثقافية.