البداية القبض على أسامة كرار مؤسس الجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار بتهمة اشاعة انباء كاذبة عن الوزارة، و«على حد علمنا» فإن الرجل لم يشع أنباء كاذبة، لكنه كان أداة لكشف الكثير من الفضائح وأوجه الفساد وهو ليس موظفا فى الوزارة بل محب مهتم بالآثار، خاض عشرات المعارك وكان مصدرا مهما للمعلومات حيث وثق به الأثريون وكل من لديه مستندات فساد، ويبدو أن الوزارة اتخذت قرارا بتكميم أفواه الموظفين وغير الموظفين، بإحالة كل من تسول له نفسه انتقادها إلى المحاكمة، وكأنها فوق القانون، وفوق النقد، ومن سيسبب لها صداعا فى رأسها الملىء بالبطحات ستجعل منه عبرة لمن يعتبر، فهاهى تحيل موظفيها للتحقيق ليتم تطبيق لائحتها التى لا نعرف من الذى كتبها وهل هى مطابقة للقانون أم لا، ولا نعرف أساسا كيف تحكم لا ئحة الوزارة على العاملين إن كانت مخالفة للقانون بشأن العقوبات على موظف أدلى بتصريحات للصحف، لقد حدثتنى سيدة فاضلة من العاملين بالوزارة مؤكدة أن لديها مشكلة كبرى وأرسلت لى بالفعل مستنداتها، لكنها عادت وطالبتنى بعدم النشر خوفا من معاقبتها من الوزارة التى قررت أن كل من يتعامل مع الصحف سيتم عقابه، والحقيقة أننى بعد تفكير عميق اكتشفت أن الاتصال بالصحفيين جريمة بالفعل، جريمة تهدد كراسى الاباطرة فى كل ارجاء المعمورة، وتكشف الحقائق التى على الجميع أن يدفنوها لتمضى سنوات بقائهم فى السلطة بسلام، إن الوزارة وأى مكان فى مصر ليس فوق القانون، والموظفون ليسوا متاعا يورث عليهم أكل العيش وهم يسيرون بجوار الحائط حتى لا تخرب بيوتهم ويجوع أطفالهم، والموظف الشريف الذى يملك المستند الدال على حقه ولا يستطيع الوصول إليه فى اى وزارة فى مصر لأن رؤساءه لا يمكنونه منه ليس عليه حرج فى أن يلجأ إلى الصحف لنشر قضيته، أما أن يصبح سيف البلاغات مصلطا على الرقاب فتلك مصيبة، لقد اتهم اسامة كرار «وفقا لتصريحات زوجته». فى القضية رقم 62040 لسنة 2017 بالتشهير بوزارة الآثار وإشاعة أنباء عن تصوير فيلم إباحى بمنطقة الأهرامات، ومن المؤكد أن النيابة لم تتحرك من تلقاء نفسها وإنما بناء على بلاغ من وزارة الآثار بعد ان فضحت صحيفة الديلى ميرور تفاصيل الفيلم، أما المفارقة ففى تصريح رسمى للوزير فى 6 مارس 2015 وقت اشتعال أزمة تصوير الفيلم جاء فيه « صرح الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، بأن هناك تصويرا غير قانونى لمشاهد إباحية بمنطقة أثار الأهرامات قامت بها إحدى السائحات الأجنبيات أثناء زيارتها للمنطقة الأثرية، مشيرا إلى أنه تم تحويل الواقعة إلى النيابة للتحقيق».