أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
عندما يكون على أن أفخر بموقف سياسى لبلدى.. سأفعل دون شك، وعندما يكون على أن أغضب وأعلن رفضى سأفعل.. إنها شروط المحبة التى أعرفها.. شروط تملى علينا أن نقول الحق مهما اختلفنا ومهما شعرنا أن الأجواء غير مواتية ليسمعه الآخرون.
إن القرار المصرى الذى صوتت عليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة رغم كل ما فعلته السيدة نيكى هالي المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، ورغم عصا ترامب وجزرته اللذين لم يكن في عرضهما مواراة أو اجتماعات مغلقة لستر العورات وإخفاء وجه أمريكا القبيح، هذا القرار الذى أعدته مصر رغم أمنيتى بأن يذكر اسم أمريكا صراحة، كان مصدرًا لفخرى، فيكفي هذا الإجماع الدولى، يكفى أن تشعر أن 128 دولة من دول العالم لم تلتفت إلى المعونات الأمريكية التى يمكن أن يقطعها ترامب دون خجل أو عقل، 128 دولة قالت لا لأمريكا وإسرائيل، قالوا الحق ولو كان على الرقاب، وبلد مهما قالوا عنه مازال قادرا رغم كل شىء علي أن يحصد الإجماع لقرار تقدم به إيمانا بالحق والعدل.
سنغضب كثيرا للقدس، فهى الأرض التى لا يمكن التنازل عنها ليس لعروبتها فقط وإنما لمكانتها الدينية الرفيعة، سنرفض بكل أشكال الرفض الذى تتجه لنا أيادينا المغلولة، وسنقول للمقدسيين الذين يدفعون ضرائب باهظة عن بيوتهم التى يعيشون بها ويملكونها أبا عن جد.. سنقول لهم أيها المرابطون أنتم أشرف وأعظم من أن نبخس نضالكم فى وجه الاحتلال الصهيونى حقه ،أنتم من يحتسبون عليكم الأمتار التى تعيشون بها ويرفضون أن تصلحوا أبواب بيوتكم وينتهك حرياتكم المستوطنون ويرفعون فوق بيوتكم الطاهرة كنيسا يصرخون منه وقف أذان الأقصى الذى يصم آذانهم.. أنتم من يلتقطون أولادكم من على أبواب المدارس ليعتقلوهم دون سبب، يرسلون لكم إنذارات الإخلاء والمصادر ة ليقتلعوا جذوركم وما هم بفاعلين أبدا مهما حاولوا.. الشرف كل الشرف لكم أيها المرابطون.. والعار كل العار لمن خذلكم .
لمن دنس يديه بمصافحة جلاديكم ومصاحبتهم ومناصرتهم وما أكثر من يفعلون، بل ما أكثر من يتواطؤن عليكم من أسفل مائدة يبدون فوقها مكفهرى الوجوه لأفعال الصهاينة ضدكم.
إنه العالم الرخيص النجس الذى نعيشه.. فلا تخذلينا يا مصر، لا تخذلينا يا أمى.. وأم العرب.. فمازلت الأمل ومازلنا معلقون بك بعد رب العالمين.