أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
استمرت اليوم فاعليات الدورة الثالثة لمؤتمر الجمعيات الثقافية الذى يقام تحت عنوان “الجمعيات الثقافية وسؤال التتوير” برئاسة الشاعر أشرف عامر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وأمانة د. خلف الميرى خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر الجارى بالمجلس الأعلى للثقافة، وتنظمه الإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة حسين صبره، وتم اليوم عقد جلستان بحثيتان، وجاءت الجلسة البحثية الثانية بعنوان “الثقافة البصرية والتنوير” وهى الجلسة التى أدارها أ. د محسن عطيه وشارك فيها أ. د .محمد إسحاق وأ.د. عادل عبد الرحمن وحمدي أبو المعاطى.
وقد عرف فيها د. عادل عبد الرحمن الثقافة البصرية بأنها القدرة على الفهم والتعبير عن النفس من خلال المواد البصرية لتتمكن من ربط الصورة المرئية بمعانى التعليم، كما عرفها المؤرخ “سندرا” باعتبارها إعاده تشكيل أشكال الثقافة البصرية وإدراك اللغة البصرية، وهى تمثل نوعاً من العلم والوعى والدراية والفهم والقدرة على التعبير من خلال اللغة وعناصرها.
بينما أشار أ.د. محمد إسحاق إلى التميز الذى يقع على عاتق قصور الثقافة وطرق جذب الجمهور، وأما عن الثقافة البصرية فيجب أن أتعرف على الصورة أولا هل هى صورة ثابتة أو متحركة أو ضوئية كالفيلم السنيمائى أو التسجيلى أو المسرح وخلافه، لأن الثقافة البصرية ليست صورة ثابتة بل نجدها فى كل شئ من حولنا، والهدف منها هو إشباع رغبتنا وجدانياً وروحياً بهذه الاعمال، فالصورة بألف كلمة لأنها تثبت فى الذهن، وعندما أصف الصورة أحتاج إلى كلمات كثيرة لأحللها، ثم تطرق بالحديث عن البعد الثقافى عندما ينعكس على المجتمع، أى أن العين ترى الأشياء الجميلة الموجودة من حولنا.
كما تحدث أ.د محسن عطيه عن دور قصور الثقافة وأنها لابد أن تعطى جرعة من الثقافة والأدب والشعر والموسيقى والفن، وأن تعلم المتدرب كيف ينتقد الأخطاء فى عمل زميله أو يشرح له كيفية عمله، ويمكن أيضا لقصور الثقافة أن تتحول لمكان للإشعاع الثقافى والتراث الفنى العالمي، لأننا الأن من خلال الإنترنت نستطيع أن نحصل على كم كبير من الصور من ترثنا والتراث العالمي من غير الذهاب حتى إلى المتاحف، وهذه الثروة الثقافية تنفع فى تعديل سلوك وطريقة التفكير، ولأن النشئ لابد وأن نزرع فيه التفكير وأن يشعر بذاته وكيف يعبر عنها، لكن باستخدام الأساليب البلاغية، ومثّل لذلك لتمثال “بوذا” التى حكمت حكومة طالبان بهدمه وهذا يدل على قوة الصورة وكرهها.
وعقدت الجلسة البحثية الثالثة بعنوان “الجمعيات والصناعات الثقافية” أدارها أ.د. أحمد الجناينى وشارك فيها أ. د على سليمان رئيس جمعية العاملين بالأمم المتحدة وأ. د. فاروق إبراهيم فنان تشكيلى وأ.د. ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث وصناعة تسويق التراث، حيث تضمت عدة محاور منها
1- اقتصاديات الثقافة
2- صناعة وتسويق التراث
3- دور المرئيات فى تطوير الوعى لدى المجتمع.
4- أهمية الفنون بالنسبة للإنسان.
وأوضح د. على سليمان فكرة الصناعات الثقافية والتى يقوم على أساسها نجاح مجتمع وتقدمه مثلما يحدث الولايات المتحدة، مؤكدا أن مصر كان يجب أن تمتلك تلك الصناعات لأنها تمتلك ثلث آثار العالم، وأيضاً التراث الفكرى والثقافة والموسيقى والشعر، ومن الممكن أن تكون مصر من أغنى دول العالم فقط من التراث الثقافى والمعنوي، مشيرا إلى أننا نجد فندق فى الولايات المتحدة أسمه الأقصر ملئ بآثار صناعية مصرية وحتى النباتات، أما على صعيد الإنتاج فنجد أن هناك تقصير فى إنتاج الأفلام التثقيفية، حتى أنه لا يوجد فيلم واحد عن محمد على باشا ولا المهاجر المصرى.
تلى ذلك كلمة أ. د. فاروق إبراهيم الذى تحدث عن شخصية رضا عبد السلام وعن تجربه له فى مسكنه، حيث وضع صور على جدران الحائط بجميع الغرف وصولاً للبدروم, حتى حدثت حالة من الاحتقان بين السكان مع بعضهم، أى حول الصور من ساكنة إلى صور متكلمة، وتجربه أخرى هى إعاده تدوير الفن بمعنى عدم هدم مكان عشوائى بل اجعله لوحة فنية، وكيف أنقل الفن من المرسم إلى الناس، ثم تطرق إلى تجارب كثيرة لبعض الفنانين وكفاحهم لنشر الفن والثقافة فى مصر وإيمانهم بفنهم ومصريتهم، وفى ختام الجلسة تم فتح حوار مفتوح ومناقشة مع الجمهور.