أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
نظمت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، مؤتمر “العامية المصرية: ثرات أمة وتاريخ شعب” الذى تنظمه شعبة شعر العامية بالاتحاد، برئاسة الشاعر هشام الدشناوى، وذلك بحضور عدد من شعراء العامية وأساتذة الأدب العربى.
قال الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة، إن من الأخطاء المتوارثة عند دارسى الأدب تضييق دائرة ما يطلقون عليه أدبا، ليشمل فقط ذلك الأدب المكتوب باللغة العربية الفصحى، صارفين أنظارهم عن الأشكال الأخرى من الأدب، غير عابئين بكتير من الاهتمام بالآداب العربية الأخرى المكتوبة باللغة العامية، وقد ترتب على ذلك تهميشهم لشكلين مهمين من الأدب العربى.
وأضاف “أبو الليل” إن الأدب العامى هو أدب فردى، مثله مثل الأدب المكتوب بالفصحى، فعلى الرغم من كتابته باللغة العامية فإن هذا لا يبعده عن الدائرة نفسها، وقديما أكد ابن خلدون أن الفصاحة لا تشترط أن يكون الأدب مكتوبا بالفصحى، موضحا أن الأدب العامى ليس أدبا شعبيا.
ولفت الدكتور خالد أبو الليل إلى أن الأدب العامى ازدهر بشكل واضح منذ بداية القرن العشرين، رغم امتلاء تراثنا العربى بالنصوص الأدبية العامية، على نحو ما يؤكدها كتاب “العاطل الحالى والمرخص الغالى” لصفى الدين الحلى، كما أننا نسطتيع أن نلمس تلك البواكير للأدب العامى فى تراثنا العربى فى فنون الموشحات الأندلسية والزجل والمواليا والقوما والكان وكان والدوبيت، ولقد كان العصران المملوكى والعثمانى تربة خصبة لشيوع الأدب العامى فى مصر.
من جانبه قال الدكتور محمود الحلواني أستاذ الاتجاهات المعاصرة للفنون بجامعة القاهرة، إن فكرة التعبير عن الشعب بلغته والالتحام بطبقاته الكادحة والفقيرة والمهمشة، والتى لا ترى فى الأدب الرسمى الفصيح هى الضرورة، اتلى لا تكاد تكون محل اتفاق بين الكثير ين من رواد شعر العامية، الذين انطلقوا منها ليشيدوا خيالا شعريا مصريا مختلفا، نجح فى الاتصال أكثر بقلب مصر النابض.
وأضاف “الحلوانى”، أن أكثر ما ميز العامية هو أنها تركت باب الشعر مفتوحا، ووقفت فى استقبال كل ما من شأنه القدرة على التشكيل الجمالى من أشكال وتعبيرات، ولم ترهن الشعر لدى شكل بعينه، الأمر الذى جعلها حقلا خصبا لتعدد الأشكال والأداءات الشعرية، يتجاوز فيها الموال بأشكال المختلفة والزجل بروجه الاجتماعية الطريفة، مع قصائد العامية الحديثة بموقفها ورؤيتها الخاصة.
فى السياق ذاته قال الدكتور رمضان الحضرى، أستاذ النقد و الأدب و البلاغة والثقافة الإسلامية، إن نقاد العامية المصرية يتناولن النص الشعرى المكتوب بالعامية على أنه نص فصيح، وبذلك فهم يطبقون مقومات الفصاحة العربية على نص العامية، حتى لنجدهم يتحدثون عن جماليات العامية من فهمنا لجماليات الفصحى، مما جعل النقاد لا يفرقون بين نص الفصحى ونص العامية فى التناول، ويتناسون أن اللهجة العامية المصرية لها تكوينها الخاص.
وأضاف “الحضرى” أن هذا التكوين جاء تراكميا عبر عصور عديدة، فليست العامية المصرية عربية خالصة، كما يظن البعض، فرغم أن معظم أصولها تعود للغة العربية الفصحى، لكن الشخصية المصرية حينما تستخدم لغة ما فإنها لهذه اللغة طابعا مصريا، يجعلها مرتبطة بأرض مصر.
وأوضح الدكتور رمضان الحضرى، إن مصر، مصرت العربية الفصحى، واستخدمت ألفاظها، وأحالتها لعامية مصرية تقبل إلى جانبها مفردات مصرية قديمة، كما أخذت مفردات من اللغات الأخرى مثل الإيطالية والتركية والفارسية.