فى أمسية نقدية احتفالية بقلم مميز، اجتمع نخبة من المبدعين والنقاد لمناقشة آخر أعماله الإبداعية، احتفى نادى أدب مصر الجديدة مساء الثلاثاء 13 يوليو2018 بالمجموعة القصصية ” الصبى الذى قابل الكائنات الفضائية” الصادرة عن دارة الكرز للمهندس القاص والروائى أحمد البحيري الذى يعود إلى الكتابة بعد توقف طويل حيث كان أحد كتاب مجلة “جاليري ٦٨” ثم توقف عن الكتابة قبل ان يعود مرة أخري بعد أن تجاوز الستين، وللبحيرى روايتين ( المقابلة والفراق) و( حكايات البيت الكبير) ومجموعة قصصية، بالإضافة إلى المجموعة الأخيرة التى تتكون من ثماني قصص متوسطة الطول.
ناقش العمل الدكتور حسام عقل والشاعر والمترجم شرقاوى حافظ وأدار الندوة الشاعر محمد أبو الليف رئيس نادى أدب مصر الجديدة، وفى ورقته النقدية حول النص رأى د.حسام عقل أن الكاتب اتبع المذهب الرومانطيقي في عرض فكرته وهي نزعة الفرد للوحدة وأقصي درجة من العزلة والمثالية ، و رغم طول بعض القصص التي خالفت ماعرف عن القصة القصيرة وهو ما يلخصه “جارسيا” بأن القصة القصيرة كالطلقة تصيب الهدف من أقرب طريق، إلا أن الكاتب يعرف للحوار أهميته، فهو كاشف للشخوص وفاضح لتفاصيل الأحداث بشكل سلس لا مجانية فيه.
ودلل “عقل” علي نزعة الكاتب الرومانطيقية بأنه فى قصة ( قصة مرة ثانية) لا يوجد ـ باستثناء النادل ـ غير العاشقين في المقهي، مؤكدا على ثراء الحوار بينهما وتدفقه في دفع الحدث الي ذروته ومن ثم الي لحظة الحل أو التنوير..
وفي الوقت الذي يري د. حسام أن قصة ( الصبي الذي قابل الكائنات الفضائية) يمكن اعتبارها من قصص الخيال العلمي، فإن الشاعر والناقد شرقاوي حافظ رأى أن القصة لم تتعرض لتفاصيل علمية وإنما حدوتة الفضائيين كانت كذبة من الصبي ( خضر ) ونفخ فيها صديقه غريب الأطوار باهتمامه واستدعائه للدكتور نسيم من القاهرة حتي صارت الكذبة حقيقة اهتزت لها القرية التي تنتمي لمجتمع الأراضي المستصلحة والتي يعيش فيها هذا الخليط من أصحاب قطع الأراضي الزراعية االصغيرة الي جانب ذوي المقدرة المادية العالية والذين يمتلكون عدة قطع بمساحات وامكانات مادية هائلة ومن هؤلاء الموسرين كان (عرفان ) صديق (خضر) الفقير والذي دفعه القهر الاجتماعي ثم وفاة والده ـ السند الوحيد لأسرته ـ ثم إصرار عائلتي أمه وأبيه علي تزويج أمه ( طمعا في قطعة الأرض) كل هذا دفع “خضر” لاختلاق تلك الأكذوبة، لتمثل انعكاسا للشرخ الاجتماعي الذي يرفض الحقائق ويصدق الأكاذيب وبشكل علمي ممنهج
وفى مداخلته رأي الشاعر إيهاب البشبيشي أن تعدد الرؤي وتنوع تأويلات النص انما يرجع الي جودة الصياغة الفنية للكاتب ويري أن هناك رابطا خفيا يستشعره القارئ يجمع قصص المجموعة ويحقق لها وحدتها العضوية.
ويتفق الشاعر محمد أبوالليف(مدير الندوة) مع البشيشي في هذا التحقق لوحدة المجموعة ..وان هناك مايشبه المتوالية القصصية فعلي سبيل المثال تدور أحداث القصة الأولي ( شروط المحبة) داخل بنك وشخوصها من العاملين به، بينما تدور أحداث القصة التالية لها وعنوانها ( مرة ثانية) في البنك أيضا ولكن بين شخصين من خارجه ( عميلان يطلبان خدمة بنكية) في القصة الأولي البطلان في ربيع العمر؛ فتاة ترأس شاب يصغرها قليلا في العمر و كثيرا في الخبرة ، هو في أول السلم الاجتماعي ولكنه مثالي ( او رومانسي) تشرب الرضا وأسراره من والده الذي مات ولم ينتهي هو بعد من دراسته ، وهي في أعلي السلم الاجتماعي حيث تعلمت بأمريكا وتقيم بفيلا ضخمة بالمعادي ولكنها ـ حسب رسم الكاتب البارع لشخصيتهاـ تفتقر ل( شروط المحبة) وبعد تطور للحدث يغيم (حل) الارتباط بها في عين البطل حيث يستشعر افتقارا للرضا الذي كان ينعكس باليقين في وجه أبيه، وفي القصة الثانية يلتقي رجل بامرأة في البنك “صدفة” كلاهما في خريف العمر ووحيد، ثم يتطور اللقاء خارج البنك برضا واستمتاع ويتواعدان علي اللقاء مرة ثانية رغم انهما لم يلتقيا في الصبا ( كما اعتقد البطل/الرجل ).
ويضيف محمد أبوالليف أن العام ٦٨ عام محوري في ابداع المجموعة ، فهو عام مفصلي علي المستوي السياسي والاجتماعي ، حيث تكونت حركة الطلبة والعمال ومن ثم قابل عبد الناصر شباب الجامعة وبدأ اعادة ضبط للمسار وهو عام تخرج الكاتب واستشعار كل متخرج من الجامعة بالضياع وعدم وضوح الرؤية، و في عام ٦٨ برزت “جاليري ٦٨” كمجلة تقدمية ( وبها نشر الكاتب قصصه الأولي) وقد عبر بشكل صريح عن هذا العام في قصتيه ( اختلاج ) و ( وعشنا أياما سعيدة ايضا ) و بشكل رمزي في قصة( حلم سعيد)
و عبر عنه بشكل اجتماعي في ( سطور مطموسة ) و ( الصبي الذي قابل الكائنات الفضائية) و ( النكات الرقمية) والتي اعتبرها القاص أحمد جاد أجمل قصص المجموعة ،
وأجمع ناقدا المنصة ؛ د. حسام و الشاعر شرقاوي علي فصاحة وجزالة اللغة، التى تكاد تلامس اللغة الصحفية في سلاستها ووضوحها.
وعن طول قصصه قال الكاتب أحمد البحيرى أنه راعى الاحتشاد في تفصيلات تخدم لحظة التنوير أو تخلق ادهاش النهو.
و قد أثار الحاضرون اشكاليات عدة كضرورة الارتقاء بالنقد ورموزه الحقيقية واشتبك الحاضرون حول مفاهيم مثل ماهية النص ومدي قبول الأدباء لما تعارف عليه الأقدمون، ومدي أحقية الأديب في تطوير نصه وتحديث أدواته دون الإخلال بثوابت الفن من نفع معرفي وامتاع واشباع انساني .

https://www.facebook.com/noses1989/ العطر فى أنقى صورة.. أفضل ثبات وفوحان ..noses عـطور أونلاين ستغير فكرتك عن تركيب العطور.. تستحق التجربة