أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
نفيسة عبدالفتاح
كنت انتظر يوما بعد يوم منذ الليلة الأولي من شهر رمضان المبارك لأتابع هذا الجهد الطيب الذى خرج على شكل عمل فني مدتة الزمنية “ثلاثة دقائق” تذاع يوميا عبر موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك ) الأمر الذى بدأ بمشهد تمثيلى خفيف الظل في “لوكيشن” واحد وهو موقع التصوير الذى لا يزيد عن مقعدين فى غرفة معيشة “زوجين” من بيئتين مختلفتين، فالزوج صعيدى هو “عبوموي” والزوجة هى “لارا ” الفتاة الجميلة السكندرية، بدت لي الحلقة الاولي مجرد دردشه بها روح كوميدية و لا تمثل صراعا حقيقيا ولا تتضمن اكثر من هذا الحوار المرح الذى يبرز اختلاف البيئة بين الزوجين، لكن الفضول دفعنى إلى الانتظار ومتابعة الحلقة الثانية والثالثة قبل أن اعلن عن رأيي، وقبل أن أقوم بالاتصال لتهنئة الصديقين ناصر عبد الحفيظ (عبوموي) والكاتبة الصحفية أسماء عفيفي زوجته صاحبة الفكرة وكاتبة السيناريو والحوار..كان شيئا ما يؤكد لى أن الفكرة ستتطور لأَنِّي أعرفهما جيدا وأعلم أنهما دائما ما يلقون بأنفسهم طواعية في بحار عاتية الأمواج لاستكمال التجربة التي يخوضونها بكل تحد وإصرار على النجاح ؛ وبالفعل شاهدت الخطوات الأولى غير المتكاملة وهي تتجه نحو النجاح وكنت على يقين من أن الفنان ناصر عبد الحفيظ يستمع جيدا إلى النقد قبل الإطراء، والحقيقة أننى بالفعل قمت باتصال التهنئة بمجرد ان شاهدت الحلقة الرابعة “شغالة بالدولار” فقد ايقنت أن حدسي وإيماني بالمواهب التي يقدمونها كان صائبا فهاهى الفكرة تتطور والحدث يتصاعد والدراما تتواجد والحلقات تأخذ شكلا تكامليا يبشر بيوميات أعلنت عن حضورها على الانترنت بإنتاجها البسيط ليصبح لها جمهورها، واصبح شعوري بأنهم قريبا جدا سيجدون مكانهم على شاشات الفضائيات، بل أجزم ان الفنانة هند على التى تقوم بدور ” لارا ” قد تطور اداؤها وأصبحت أكثر إيجابية ومرونة عن الحلقات الثلاث الأولي وعلى الرغم من ضيق الحيز الذى يتحرك فيه الأبطال الذين يقدمون عملا بدون تكلفة انتاجية وبجهد ذاتى صنع موسيقاه الفنان أحمد الناصر وهو تتر نهاية ومقدمة مميزين لعمل تعامل معه أصحابه باحترام وأخرجوه إلى النور بقلب وروح هواة يثبتون أنهم علي درجة عالية من الإحتراف يحفر كل منهم اسمه وتاريخه بداية من التصوير لمحمد على ومدير التصوير ومونتير الحلقة الرابعة يوسف زين والمونتاج لعبد الرحمن فيكتور ومصمم الجرافيك إيهاب سلامة ونهاية بالمخرج المنفذ إيمان مصطفى التى لعبت بخفة ظل وحضور ” دور الشغالة” ، والمخرج كروان يونس.
ليس عيبا ان يفكر مجموعة من الفنانين فى الفكاك من أسر ما يتم فرضه من أسماء على المشاهدين وهو الأمر الذى يتحكم به المنتجون وغيرهم ممن يختارون المشاركين فى الأعمال الفنية، ونحسب أن الفكرة فى حد ذاتها فكرة تستحق الإشادة لمجرد أنها تبحث لأصحابها عن مكانة مستحقة، فما بالنا ونحن أمام كوميديا راقية وصورة مميزة وأداء تمثيلى يتصاعد يوما بعد يوم وهو ما يجعلنى أراهن على تطور أكثر ونجاح اكبر لعمل يصارع صناعه ليقدموه يوميا بعد ان تحولت ال ٣دقائق إلى ١٥دقيقة من الكوميديا غير المبتذلة وهو مالم نشاهده فى اعمال كبيرة على فضائيات عريقة.