من أرسل الخطاب المشبوه ؟! التماس وقضايا لوقف عشوائية تطوير “صينية التحرير” و “نقل الكباش”

كتبت: نفيسة عبد الفتاح

جدل واسع أثاره خبر نقل اربعة تماثيل للكباش من مكانها فى الأقصر لميدان التحرير ضمن خطة تطوير الميدان، الجدل الذى وصل الى القضاء وتحول الى حملة لجمع التوقيعات لإرسالها الى رئيس الجمهورية لوقف عملية النقل، امتد الى دور احدى المراكز التابعة لليونسكو ومدى قانونية والزام القرارات الدولية بشأن الأثار، وتداخلت فى القضية المثارة حاليا رؤية معماريين لعملية التطوير التى تتم فى ميدان التحرير خاصة وأن التطوير الحالى لا يمت بصلة للتطوير الذى اقيمت من اجله مسابقة وفاز بها أحد التصاميم، وكذلك موقف اليونسكو من عملية نقل الكباش خاصة مع تضارب المعلومات عن صدور خطابين متعارضين من المركز العربى الإقليمى العربى للتراث العالمى التابع لليونسكو أحدهما بالموافقة والآخر بالاعتراض على عملية النقل.
عدد من التساؤلات يثيرها الخطاب الثانى المنسوب الى المركز والذى يحمل تاريخ 3 يناير 2020 والذى يوافق فيه على عملية النقل، حيث يتعارض مع خطاب رفض النقل ولا يفصل بينه وبين الخطاب الأول إلا ثلاثة أيام فقط ، وكانت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس ادارة المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى قد أرسلت خطابها الأول الرافض لعملية النقل بتاريخ 31 ديسمبر 2019، وطالبت فيه بإجراء مشاورات وعقد اجتماع بين خبراء الأثار المصريين وخبراء المركز ومحاولة ايجاد حل بديل اذا لزم الأمر، بينما أكد الخطاب الثانى أن المنظمة أرسلت لجنة الى الأقصر تحققت من صدق رؤية معالى وزير الأثار ولا مانع من النقل !!.
وعلى الرغم من أن خطاب الرفض يشير بحسم الى ما أقرته المنظمات الدولية والمادة السابعة من ميثاق فينيسيا والتى ترفض نقل بقايا المبانى من المبنى الذى يحتوى عليها والاحتفاظ بها فى سياقها الأصلى بما يتفق مع الأصالة والتكامل لموقع التراث العالمى، إلا ان الخطاب الثانى المنسوب للمركز لا يشير على الإطلاق للخطاب الأول كما أن قصر المدة الزمنية بين الخطابين وفترة الأجازات للعام الجديد يشيران الى عدم امكانية عقد لجنة للبت فى أمر النقل بهذه السرعة، ليبقى السؤال المثير للجدل قائما حول مصداقية الخطاب الثانى بالموافقة على النقل!.
وكان الجدل الواسع قد اثير عقب تصريحات لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى الجمعة 27 ديسمبر 2019، عن عزم الحكومة “نقل أربعة تماثيل ضخمة لكباش ، وهي الموجودة بالفناء الأول خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك بمدينة الأقصر” إلى الميدان، بجانب تزيينه بمسلة فرعونية.
بما يعنى أن المسلة الفرعونية أيضا سيتم نقلها من بيئتها الطبيعية فى منطقة صان الحجر بالشرقية تماما كما سيتم نقل الكباش من الأقصر!، وكانت الكباش المنقولة أكثر اثارة للجدل نظرا لسريان شائعة تشير الى أن تلك الكباش هى جزء من طريق الكباش المشهور!
وكان الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار قد أكد فى تصريحاته انه لا علاقة للكباش المنقولة بكباش الطريق المعروف باسم “طريق الكباش” بينما يجب تسميته بطريق أبو الهول لأن تماثيله على شكل جسم أسد ورأس انسان، مؤكدا أن التماثيل التى سيتم نقلها كانت مغطاة بالتراب ولم يرها أحد من قبل ، لكن هذه التصريحات لم تكن كافية لوقف الجدل فمازال نقل التماثيل من بيئتها الطبيعية أمرا مخالفا للمواثيق الدولية.
وعلى الرغم من ان ميدان التحرير كانت قد أقيمت لتطويره مسابقة فى عام 2012 تقدم لها 95 مشروعا من كبار الفنانين التشكيليين والمكاتب الاستشارية، فاز فيها بالجائزة الأولى الدكتور محمد زينهم أستاذ ورئيس قسم الزجاج السابق بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، إلا أن المشروع الحالى للتطوير لاعلاقة له من قريب او بعيد بتلك المسابقة ، حيث اهتم التصميم الحالى بصينية الميدان وهو ما اثار سخرية واسعة حيث ابدى عددا من اساتذة العمارة والتشكيليين اعتراضهم عليه، ليصبح كلا من التصميم والكباش مادة للجدل.
الدكتورة ليلى عبد العزيز أستاذ العمارة بجامعة المنيا قالت عن التصميم الجديد أنه فى رأيها المهني كمعمارية وعمرانية يمكن تسميته بتصميم ( صينية الميدان) ولكن لا علاقة له من قريب أو بعيد بتصميم الفراغ العمراني الحيوي التاريخي لأهم ميادين مصر
فلا هو راعى القيمة الرمزية ولا حتى الوظيفية ولا المقياس الفراغي للميدان ولا وجود المبنى التاريخي لأحد أهم متاحف العالم

مضيفة : الحقيقة المؤكده أن آرائنا كمتخصصين لا وزن لها ولا قيمة .. وكيف تكون لها قيمة أكتر من حقيقة أن هذا الميدان أجريت له بالفعل مسابقة دولية لتصميمه تراعي كل ما سبق ولكن عندما قررت الحكومة التنفيذ لم تستعن بأحد المشروعات الفائزة أو حتى تطرحه كمسابقة محلية محدودة يشارك فيها المتخصصون وتختار الأفضل ؟
وبصرف النظر عما اشيع عن اهمية أو قانونية المركز الذى ارسل الرسالة الرافضة لنقل الكباش الا أنه لا يمكن تجاهل ما أشار اليه الخطاب الأول للمركز من مواثيق دولية تحكم نقل الأثار وهو ما استندت اليه الدكتورة مونيكا حنا رئيس وحدة التراث والآثار بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بأسوان، فى التماسها الذى وقع عليه 1500
أستاذا وعالم آثار وشخصية معروفة والذى تم رفعه الى رئيس الجمهورة عبد الفتاح السيسى ،
وجاء بالالتماس، أن “قرار نقل الكباش من الكرنك، والمسلة من صان الحجر بالشرقية، مخالف للأعراف الدولية المنظمة للحفاظ على الآثار والمباني التاريخية، على غرار البند السابع من ميثاق البندقية المنظم لأعمال الحفاظ على المواقع والمباني الأثرية، الذي يعد المرجع الأساسي لوثيقة التراث العالمي باليونسكو التي الصادرة عام 1974 والتي وقعت عليها مصر، كما طالب الالتماس بعقد مسابقة فى فترة قصيرة مدتها شهر واحد لتطوير ميدان التحرير على غرار المسابقات التى تمت لميادين الهعاصمة الادارية.
وأشارت الدكتورة مونيكا فى تصريحاتها لللأسبوع الى ضروة الالتزام بتلك المواثيق كما أشارت الى خروج الأمر من دائرة الرفض عبر التوقيعات المرفوعة فى الالتماس الى دائرة القانون حيث تقدم عدد من الرافضين للنقل الى القضاء للمطالبة بوقف النقل.
كما تقدم النائب هيثم الحريري، ببيان عاجل إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، طالب فيه بوقف نقل مسلة وتماثيل “كباش الكرنك” لتزيين ميدان التحرير.

https://www.facebook.com/noses1989/ العطر فى أنقى صورة.. أفضل ثبات وفوحان ..noses عـطور أونلاين ستغير فكرتك عن تركيب العطور.. تستحق التجربة