أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
التقسيم المذهبى والطائفى للبلاد العربية، وتدخل الإسلام السياسى فى كل الحركات والانتفاضات، أمر له جذوره المعتمدة على خبرة القرصان “الإنجليزى” التى منحها لراعى البقر الأمريكى، هكذا يذهب الكاتب والباحث فاروق القاضى فى كتابه “راعي البقر- خليفة القرصان..اللعب على المكشوف”، ويقول الكاتب فى مقدمة كتابه ” استعمل القرصان البريطانى خبرته فى اقامة دويلات يبدو قيامها كما لو كان تحقيقا لهدف دينى ، نصح القرصان خليفته راعى البقر الأمريكى الذى لم يكن يعرف شيئا عن الشرق الأوسط أن هذه هى الوسيلة المثلى لضمان هيمنته عسكريا وسياسيا واقتصاديا على هذه المنطقة الاستراتيجية، الأمر الذى أخذت تسعى إليه الولايا المتحدة منذ سقوط الاتحاد السوفيتى، خصمها العنيد، ضمانا لأمن قاعدتها الدائمة إسرائيل، حتى لا تكون هى الكيان الطائفى الوحيد، ويضيف المؤلف: حتى لا يكون ما اوردناه كلاما مرسلا ، بل تعبيرا عن أننا أمام مخطط امريكى تلعب فيه التيارات التى تدعى الإسلام دورا أساسيا،ادعت امريكا لتبرر غزو العراق قيام صدام حسين بإنتاج قنبلة ذرية، وأسلحة دمار شامل مما ثبت عدم صحته، مع ذلك مزقت شعب العراق سنة وشيعة وعرب وأكراد، وعندما يهم شعب سوريا للنضال ضد نظام عائلة الأسد الشمولى لا يلبث أن ينقض على الثوار الشرفاء عناصر من القاعدة، ولا تكاد تتحرك تونس ضد زين العابدين بن على، وليبيا ضد القذافى حتى يبرز للإسلام السياسى دور فاعل فى الأحداث، وعن مصر يقول: ما فائدة الانتصار فى اى مكان مادامت القلعة صامدة، لهذا دفعوا بالعميل الكبير للتحرك، وهوجمت السجون لإطلاق سراح كبار العملاء ، وتصدر رجالهم صفوف المناضلين، حتى قمعت الانتفاضة بمجرد تنحى الرئيس ليتولى الرئاسة رئيس ممن أطلق سراحهم فى الهجوم على السجون ويتصدر التيار الإسلامى المزعوم المسرح وتظهر القاعدة ليس فى سيناء فحسب بل وفى القاهرة فى صورة الظواهرى الأخ.
الكتاب الذى يبحر فى وقائع التاريخ مؤكدا أننا امام عمل دؤوب منظم يكشف عن حقيقة رموز تم دسها لتكون منفذا أصيلا لهذا المخطط، ومن هؤلاء”جمال الدين الأفغاني” الذى يؤكد الكاتب أنه لم يكن من أعلام النهضة المصرية وتجديد الفكر الإسلامى، بل كان عميلا للاستخبارات البريطانية طبقا لوثيقة مسربة للمخابرات التابعة للحكومة الهندية٬
وطبقا للمستشرق الإنجليزي” إيلي خدوري” فإن الأفغاني نفسه هو من عرض رسميا التوجه إلي مصر كعميل للمخابرات البريطانية.
ويؤكد “القاضي” أن أعمال الأفغانى كانت ثمرة تجاربه وجهود بريطانيا علي مدي قرن لتنظيم حركة إسلامية تحت رعايتها لتحل محل الخلافة الآيلة للسقوط في تركيا
الافغانى الذى عده عدد كبير من المؤرخين “الداعية المؤمن الصلب للصحوة الإسلامية المعادي للإستعمار” وعند آخرين “المهذب لإسلام العصور الوسطي بالعقلانية العلمية المستنيرة” بينما كان الرجل “ساحرا سياسيا يستخدم العقيدة لصالح أهداف مؤقتة٬ وعندما اشتغل بالسياسة٬ كان يتحرك أساسا بين صفوف المجددين والديمقراطيين والدستوريين والعرابيين ودعاة مصر للمصريين٬ ولا يتحرك تحركا صريحا داخل معسكر الرجعيين دعاة الحكم المطلق ٬ ولم يذهب يوما للأزهر مدرسا ولا يوم واحد..
الداعية المزيف، قام في باريس بخلع كافة الأقنعة التي لبسها في مصر٬ وفي مقدمتها (مصر للمصريين) حيث أعلن أن سبب فشل الثورة العرابية أنها لم ترفع شعار( الولاء للسلطنة العثمانية ) بل رفعت شعار مصر للمصريين الذي طالما روج له، ودافع عن منشور العصيان الذي أصدره السلطان عبد الحميد٬ مهدرا فيه دم عرابي والعرابيين٬ في أخطر مراحل المقاومة المسلحة ضد الإحتلال البريطاني.
صدر الكتاب سبعة فصول عن دار العين للنشر والتوزيع، وضم عددا من العناوين منها : مصر القصر والقرصان والإخوان، ناصر ونهاية القرصان فى معركة القنال،سارق البلاد والعباد.
Hamed
المخطط بدأ بالحركة الوهابية لتدمير الوسطية الاسلامية
Comments are closed.