كتبت-نفيسة عبد الفتاح

هجوم ممنهج أم أن البعض ممن لا قيمة لهم يريدون الصعود على جثث الكبار بنهش تاريخهم والإساءة إليهم، أمور صارت تحدث كل يوم بداية من حملات تشويه قامات اسلامية كالإمام محمد متولى الشعرواى، وغيره من العلماء، والأئمة، ونهاية بالسيدة أم كلثوم ونخبة من كبار شعراء مصر الذين خلد التاريخ سيرهم ، والمدهش أن تحيط علامات الاستفهام بما تتخذه الجهة المنوط بها حماية الرموز من اجراءات حيال واقعة لا يمكن السكوت عنها!
التساؤلات التى تحتاج الى ردود شافية حول الواقعة الأخيرة تسبب بها البيان الصادرعن اتحاد كتاب مصر، وذلك فى أعقاب احتضان قاعة ندواته لواقعة سب وقذف بحق رموز مصرية كبيرة، الواقعة المؤسفة تمت ضمن ندوة نظمتها لجنة من لجان الاتحاد، وتبدو مطالبة بيان رئيس الاتحاد للإعلاميين بالتوقف ” ولا تأويل لدينا لكلمة التوقف إلا أنها تعنى التوقف عن الحديث حول الواقعة” حتى انتهاء التحقيق ـ وفقا للبيان ـ وكأن أصوات المعترضين على ما حدث تحت سقف هذه النقابة ستؤثر على التحقيق الذى لن يزيد عن كونه تحقيقا نقابيا داخليا وليس تحقيقا قضائيا تشهده ساحات المحاكم ! علما بأنه حتي في القضاء المصري فإن منع النشر يملك القرار فيه فقط النائب العام وذلك في حالة القضايا ذات الحساسية العالية منعا لتسرب أي معلومات تضر بسير القضية ! ، والأكثر من ذلك أن بلاغات رسمية تم تقديمها من مختلف الجهات ومنها جمعية المؤلفين والملحنين برئاسة الفنان مدحت العدل، وتقدم ايضا ببلاغ ورثة السيدة أم كلثوم، كما أصدرت نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان هاني شاكر بيانا شديد اللهجة، وتوالت ردود الفعل الغاضبة، ولا يمكن لاتحاد كتاب مصر اغفال أن وقائع الندوة يتم تداولها على نطاق واسع لأنها مثبتة بالفيديو،
لقد أصدررئيس الاتحاد بيانا بتشكيل لجنة للتحقيق واستدعاء رئيس اللجنة لسماع شهادته حول الواقعة، كما أشار البيان الصادر عنه إلى أن ما قاله العضو هو محض رأى ينسب لقائله، لكن بيان رئيس الاتحاد أغفل عدة ملابسات أحاطت بتصريحات عضو مجلس إدارة الاتحاد المسيئة، وأول المدهشات أن البيان نفسه صدر متأخرا جدا بعد ما يزيد عن عشرة أيام من عقد الندوة المثيرة للجدل ضمن فاعليات واحدة من لجان الاتحاد الكثيرة وهى لجنة ” التذوق الأدبى والفنى” وهى الندوة التى حملت عنوان ” الأغنية المصرية وجدان أمة”، لكن السيد عضو مجلس الإدارة “كان المتحدثان الرئيسيان بالندوة عضوين بمجلس إدارة الاتحاد!” هذا السيد المتطاول فاجأنا برؤيته فلم يسلم من إساءاته إلا قليلين ممن ذكرهم فى حديثه، ولا ندرى كيف يمكن اعتبار أن تلك التصريحات تعبر عن رأى صاحبها على الرغم من حضور رئيس اللجنة المنظمة لتلك الندوة، وهو الرجل الذى قدم فى ختامها وافر الشكر والمديح لضيفيها! ولا تظهر الفيديوهات المعروضة منذ 26 مايو الماضى أن رئيس اللجنة اعترض أو رفض تلك المزاعم أو هاجم قائلها وقت أن قيلت، وهو ما كان حدوثه سيبرىء ساحة اللجنة والاتحاد من تهمة الإقرار بالصمت عن الرد على من ظن نفسه قامة ابداعية ومؤرخا فنيا وناقدا محترفا فراح يوزع اتهامات سرقة النصوص الغنائية والأخونة وضعف المستوى والهطل العاطفى والأنانية على قامات لا يجوز أن يقترب منها كل من تسول له نفسه الاقتراب، ظنا منه أن وجوده على منصة اتحاد الكتاب كاف، ناهينا عن الخوض فى السير الذاتية والعلاقات الخاصة والإساءة البالغة دون مستند ، أو وثيقة، أو رأى علمى صادر عن متخصص، حول رموز بلغت مكانتها الفنية والوطنية بعد كل ما قدمته للفن والوطن والتاريخ من أعمال لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد.
الندوة التى تم الإعلان عنها مسبقا وانعقدت بالفعل مساء الأحد 22 مايو، صدر قرار الاتحاد حول ماحدث فيها بعد انتشار فيديو الواقعة التى لم يتم من خلالها المساس فقط بالسيدة أم كلثوم والشعراء أحمد رامى وعبد الوهاب محمد وأحمد شفيق كامل وإنما تم أيضا اتهام الشاعر عبد الفتاح مصطفى بأنه “شاعر بتكوين إخوانجى” فى جهل فاضح لا يمكن لصاحبه التفرقة بين الحس الصوفى والمشاعر الدينية النقية التى أفرزت روائع مثل ابتهال مولاى للشيخ سيد النقشبتدى والأغنية الرائعة التى تغنت بها الفنانة شريفة فاضل ” هل البدر بدرى ” لكن كاتب تلك الأغنيات هو نفسه من كتب للسيدة أم كلثوم فدائيون ولسه فاكر وطوف وشوف وليلي نهاري، وأقولك إيه عن الشوق يا حبيبي، ومنصورة يا ثورة أحرار، والزعيم والثورة ، ويا سلام على الأمة، بالإضافة إلى عدد من الأغنيات الأخرى وهو أيضا من كتب واحدة من أبدع ماكتب كتاب الأغانى ” سحب رمشه لمحمد قنديل، وتناثرت خلال نفس الندوة اتهامات ضعف المستوى لتنال شعر العامية لأمير الشعراء أحمد شوقى، وجاء الحديث عن انت عمرى لكوكب الشرق ليؤكد الشاعر عضو مجلس الإدارة أنها واحدة من ثلاثة أغنيات كتبها لها الشاعر أحمد شفيق كامل وصنف بالفعل الأغنيات الثلاثة على أنهم من أفشل ماغنت وبالطبع لم يذكر هذا الشاعر أسماء الأغانى وهم بالإضافة إلى إنت عمرى: أمل حياتى وليلة حب ونسى أن هناك أغنية رابعة هى الحب كله! بل واتهم الشاعر الكبير بسرقة أغنية الفنانة نجاة عيش معايا !
الشاعر الذى فضلنا ألا نذكر اسمه حيث لا يمكننا أن نكون طرفا فى زيادة شهرته التى تحققت بالفعل عن طريق الدعاية السوداء التى حققها له هذا الهجوم غير الأخلاقى على السيدة أم كلثوم والذى نال من سمعتها وسلوكها وشكلها اضافة الى النيل من الشاعر الكبير أحمد رامى، هذا الرجل كتب عنه الشاعر الكبير أحمد سويلم:أرجو ألا ننسي أن هذا الشخص هو نفسه الذي رفع قضية علي الاتحاد ( موكلا محامي الاتحاد) لتعطيل الانتخابات لمدة تقرب من سنتين
وهو أمر يثير التساؤلات حول من استباح الكبار بألفاظ لا يمكن قبولها والذى تمكن من حصد عضوية مجلس إدارة الاتحاد! وطالب بيان رئيس الاتحاد الإعلاميين بعدم التحدث حول الموضوع حتى تنتهى التحقيقات بينما يعلم الجميع أن الاتحاد أحال عددا كبيرا من الكتاب للتحقيق لمجرد انتقاد ممارسات رئيسه بعد متابعة منشورات صفحاتهم الشخصية .
ويأتى الاعتذار الذى نشره الشاعر عضو مجلس الإدارة ليحمل أكثر من مدلول بعد أن انكر فى بيان له أنه أساء إلى السيدة أم كلثوم وغيرها مؤكدا أن هناك من اجتزء مقولاته وهو أمر عار من الصحة لأن الفيديوهات منشورة بالفعل ويمكن للجميع مشاهدتها، أما الأكثر ايلاما فهو ماجاء فى تصريح الاعتذار من أن البعض أراد شيطنته وأن أصحابه دعوه للندوة بعد اصابته بجلطة، وعلى الرغم من أن الصحة والمرض بيد الله فإن ذلك لا ينفى ما قاله وهو بكامل وعيه وادراكه ولياقته فى الحديث طبقا لما شاهده الجميع فى تسجيل الندوة، ولا يعفى الرجل من المسؤولية أنه طبقا لما يفهم من كلامه طلبه أصحابه للندوة ولم يتحدث ومعه ورقة أو قلم ، وعلى الرغم من أنه لا يمكن اتهام ضيق الوقت أو عدم التحضير أو أى سبب أيا ليكون عذرا لما حدث من سب واهانة والتطاول على الرموز ، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن الندوة تم النشر عنها فى المواقع الإليكترونية وتم ذكر أسماء الحاضرين بها فى نفس الخبر يوم 19 مايو أى قبل انعقادها بثلاثة أيام