أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
وقال البطل: أنا ضابط مصرى ومسؤول عن هؤلاء الجنود.
قالها بفخر وثقة وأدب دون رعشة خوف أو تذلل، وهو أعزل مصوبة أسلحة تجاهه وتجاه رجاله.
فيديو أثار إعجاب كل من له قلب مبصر، وليس كما صورت الأمر كلاب عاوية تزعم تحليها بالقيم والأخلاق ويلبسون ثياب الواعظين، واي واعظين هؤلاء، لقد رقصوا وغنوا وهللوا لمشاهد مبكية صنعها من ارادوا لمصر كلها وجعا في تلك الايام المباركة.
أنا الأم المصرية التى لا تقبل أن يخان أو يهان فلذة كبدها، وأنا المثقف المصرى الذى يعرف جيدا الفرق بين المعارض الشريف والحاقد الكاره الذى لا يفهم ولا يمكن أن يفهم أننا لن نقبل قاذورات لسانه التى تنطق بدناءة مقصده، أنا من يقدر أن الكلمة سيف بتار وأنها شرف الإنسان وعنوان تحضره، ودليل نبله أو خسته، ونافذة قلبه، الكلمة قد تحمل لصاحبها العار وقد تضعه في مصاف الأبطال، تفتح ابواب الجنة او ابواب النار، الكلمة نور او ظلمة، حمافة او حكمة، وبين المتناقضات تقف الرماديات والاقوال الباهتة لاصحاب المواقف المتميعة.
وعند الأمهات، لا شيء يساوي أن يسخر أحد من أولادهن، تعلو أصوات المتربصين بينما القلوب ممزقة ملهوفة، تتساءل عما حدث وتنتظر خبرا واحدا يطمئن، على من نثق أنهم لم ولن يفعلوا إلا ما يجب أن يفعله الرجال فى المواقف المماثلة، وبينما القلب كذلك تتوالى امام العين العناوين التى تصور كل شىء على غير حقيقته، لكن القلب المبصر يرفض كل مايفترونه، لأنه ليس فقط ضد المنطق والواقع ، لكنه أيضا ضد يقينك وثقتك بخير أجناد الأرض، فكيف يصورون أولادك على أنهم منهزمين وهم لم يدخلوا معركة، كيف يرددون مقولة انهم أسرى وهم ليسوا طرفا في معركة، كيف يزفون خبر خطف اولادنا وكأنهم ليسوا قطعا منا، يصبون عليهم كل ما سكن قلوبهم من كراهية، فتسقط من يملأون مواقع التواصل الاجتماعى بالأكاذيب المغمسة بالحقد والبذاءة، وتتأكد أن ابنك الذى يحمل اسمك كان ومازال فى مرمى نيران الفاحشين، فما الذى كان يطلبه هؤلاء من جنود وجدوا أنفسهم محاصرين فى معركة بين طرفين لا يمكن أن يتدخلوا بها، وليست لديهم الأوامر التى تخول لهم ذلك، هم مجرد غرباء أو فلنقل ضيوفا على أرض الأشقاء، لا يمكن أن يقوموا بأى فعل خارج إطار تواجدهم المشروع ليشاركوا جيش السودان تدريبات تحدث بين مختلف جيوش العالم، مهمة عادية على أرض عربية، ينقلون الخبرات ويحفظون عهد الأشقاء، فأى قتال كان عليهم أن يخوضوه؟! ، لقد بدا لى أن من نقلوا الصور المسيئة لم يكونوا يعرفون أنهم يتعاملون مع جنود مصريين من الأساس، لقد تم استغلال المشاهد التى تداولتها أيدى الخسة وتم الاعتذار عنها بشكل رسمى من مسؤول بقوات التدخل السريع أكد أنها لصغار عسكريين لا يعرفون المسائل وتأثيرها داخليا وخارجيا، حقا رجالك كانوا صغارا، إلى حد انك اعتذرت عنهَ، وحقا يستحقون العقاب الرادع، استغل أيضا صغارا، بل هم أصغر من أن نقيم لهم وزنا، يدعون الشرف، والشرف منهم برىء، لأن أبجديات أن تكون شريفا فى خصومتك ألا تكون كذابا وألا تنهش شرف جندى وطنك وتسىء إليه، وتشمت به وتدعى عليه بما ليس فيه على مواقع البؤس، التى سهلت الزيف وقصمت ظهر الشرفاء وصدرت الرخص وصنعت أبطالا من ورق.