د.رضا شحاتة يكتب الرسالة (8): سعد الخادم .. والمقاومة للمستعمر الجمالى الجديد

د.رضا شحاتة يكتب الرسالة (8):  سعد الخادم .. والمقاومة للمستعمر الجمالى الجديد

د.رضا شحاتة يكتب الرسالة (8): سعد الخادم .. والمقاومة للمستعمر الجمالى الجديد

التعليقات على د.رضا شحاتة يكتب الرسالة (8): سعد الخادم .. والمقاومة للمستعمر الجمالى الجديد مغلقة

فى البداية : لا أريد المراوغة أو السماح لنفسى بقدر كبير من الغموض .. هذا الرجل الذى أكتب إليه الرسائل جدير بالقراءة الآن بعد أن ترك لنا نهراً من الكتابات المتدفقة التى يتلو بعضها البعض , ويتقاطع فيها الجمالى مع السياسى, ويدور معظمها حول الهوية الوطنية وقضية التغريب , وكأنما كان يتنبأ بما أصبحنا عليه الآن . مقالات سعد الخادم تبوح بعدد من الإشكاليات الصادمة فجرت مجموعة من الألغام فى حقل الفن التشكيلى. وأياً ما كان المقصد فإن خطورة الأمر تكمن فى السكوت على تلك القضايا واالإشكاليات وقبول تلك المهانه التى نتلقها من الغرب الإستعمارى فى حقل الثقافة والجماليات .
نحن في حاجة إلى صوت سعد الخادم الآن حتى يعود البصر لنا لكشف هذا الواقع المرعب , وتعود البصيرة لمن تبقى منا وفينا من العميان, لرؤية تلك العلاقة الآثمة والمعقدة بين الجمالي والسياسي التى يصدرها لنا حقل التشكيل العربى.

الإمبريالية تعود من جديد ….
لقد نجح سعد الخادم فى صنع طيف لصورة الصراع بين الثقافة والإمبريالية وخاصة فى الخمسينيات والستينيات .. كاشفاً عملية التضليل وغسيل الدماغ الحادث للوعى والإدراك العربى, وبذلك نبه الأذهان لثقافة المقاومة وألقى الضوء على المشروع الإستعمارى الجديد للعقول . وفى تلك الفترة وعليه .. أنتج العديد من السرديات النقدية فى مجلة الثقافة العريقة أذكر منها على سبيل المثال المقالات الآتية :
” الصهيونية والفن .. لافن قومى فى إسرائيل .. السريالية والأستعمار الصهيونى .. النضال الطائفى فى الفن الصهيونى .. الطابع الثورى للفن .. أرشيف لمخازى يهود أوربا فى الفن. حيل الصهيونية في التمويه عن كنوز الفن ”
أدرك سعد الخادم من وقت مبكر أن المعركة مع الغرب الإمبريالى والعدو الصهيونى هى معركة وعى. ولذلك كرس الدعوة إلي مقاومة الاستعمار الثقافي ، والهيمنة التي يفرضها علينا أشباه المثقفين ونتذكره الآن فى زمن يعود فيه الاستعمار من جديد عبر موجه من الغزو الجمالى للثقافة المصرية ، ليملي علينا مصطلحاته وإشكالياته وإحساسه تجاه الوجود. وهو ما أدي إلي تجريف الصيغ الجمالية الموروثة , والحدود والأطر القومية للوطن فى ظل العولمة التى تصنع التصورات حسب النموذج الغربي.

صنع التصورات للعالم فى هوليود….
ومن الأعمال السينمائية التي جسدت فكرة التسلط الغربى التى أعنيها في صنع التصورات للآخرين هو الفيلم المسمى “بالاستهلال” “inception”, وهو فيلم خيال علمي قام بإخراجه “كريستوفر نولان” وهو من بطولة “ليوناردو دي كابريو” الذي يقوم بدور “كوب” اللص المحترف الذى لديه القدرة على التجول في العقل الباطن والدخول فى تصورات الآخرين عبرالتسرب إلى عقولهم أثناء الأحلام. فهو يقوم بسرقة الأفكار بسرية تامة كما يقوم بالسيطرة على ضحاياه عن طريق الإيحاء لهم وزرع التصورات والأفكار التي يريدها في عقول الآخرين. هذه هي الفكرة الأساسية لهذا الفيلم التي ربما تجسد المأزق الشبيه بنا في صنع التخيلات والتصورات التى يصنعها الغرب لنا ويزرعها فى العقول .

أولاً : بعض القضايا والإشكاليات الثقافية فى مقالات سعد الخادم…………………..

يبدو أن سعد الخادم مثالاً ملهماً للكثيرين من المثقفين ، لدوره التنويري الذي يشتبك فيه عبر مقالاته مع قضايا مجتمعه من أجل إعادة النظر في الثوابت والمفاهيم الراسخة ، وتفكيك المسلمات في مجال تاريخ الفن الحديث بمصر والعالم ، والوعي بها في ظل هذه الامبريالية الغربية الجديدة في مرحلة ما بعد الاستعمار .. ولذلك اسمحوا لى أن نخوض في الهواجس الفكرية المرعبة التي تطرحها هذه المقالات الممتدة على مدى سبعة سنوات فى مجلة الثقافة , وفى مجلة المجلة, والتى فجرت العديد من القضايا والإشكاليات حول الهوية والتفاعل مع الآخر والتي يمكن صياغة بعض منها برؤيتى وبأسلوبى الخاص على النحو التالى :

إشكالية (1) : القابلية للاستعمار الجمالى …

يجب أن نعترف وبدون خجل بأن حركة الفن الحديث فى مصر قد تشكلت فى مناخ الثقافة الغربية العلمانية بعد أن تم مصادرة الثقافة العربية .. وهذه الحركة بحكم نشأتها التاريخية وبنيتها المعرفية تحمل بذور الخضوع للفكر الغربى ,ومن ثم عندها القابلية للاستعمار الجمالى الجديد .. لا أريد أن أكون قاسياً بالقول أنه حدثت ردة وقبلنا بالحدود التى فرضها علينا الغرب فى الرؤية , نفكر من داخلها والبعض منا لا يريد أن نخرج عليها بل يدافع عنها .. نحن نعانى من رضوخ داخلى عميق تجاه ما يأتى من الغرب . فنحن نشعر دائماً بالدونية تجاه الآخر المتفوق علينا حضارياً ونفشل دائماً بفعل المقاومة.

إشكالية (2) : لقد وقعنا فى الفخ يا صديقى …

علينا أن ندرك شيئاً جوهرياً , هو أن الغرب منذ أن تصادم بنا مع قدوم الحملة الفرنسية عام 1798م وإلى الآن , مارس علينا إعادة التوجيه للإنشاء الجمالى الوطنى حسب المنظور الغربى. وتعامل مع واقعنا كما لو كان فضاء, أو مدى إستراتيجى لثقافته , فنحن من وجهة نظره لا وجود لنا, ولا هوية فنية لنا. نحن فراغ يجب ملؤه بالبضائع والأفكار والتصورات الغربية المتفوقة على الثقافات المحلية الهمجية.
هل قرأت .. كتاب اللورد كرومر Earl of Crome ” مصر الحديثة ” 1908 وكرومر هو واحد من أهم دعاة التغريب والقضاء على الهوية العربية والإسلامية ,عن طريق تغيير الأفكار والمناهج وعلمنة المؤسسات الحكومية من أجل تأكيد النفوذ الأجنبى فى مصر. هل قرأت وصفه البذيء للإنسان وللثقافة الشرقية ..
إذاً نحن أمام شكل جديد من السيطرة والاستعمار الناعم على الإدراك أنتج لنا لا المعرفة وحسب, بل يبدو أنه صنع واقع جديد من الأفكار في نسيج الثقافة العربية, والتي نتواشج ربما معها دون وعي. وبمرور الزمن تولد لنا تراثاً فنياً هجيناً له سلطته وقوته يصنع الواقع ويؤثر في تكوين العقول وأخيلتها, من خلال هذا الجيش المتحرك من الأشكال والرموز والتقنيات والاستعارات والكنايات والتشبيهات فى التيار الجمالى المصرى.

إشكالية (3) :إنتاج الفضاء الأمبريالى فى عقول الناس:..

الحقيقة نحن نزعم أننا أمام خطاب امبريالي ثقافى متجدد قادم من الغرب كامن في أدبيات الإنشاء الجمالى يصنع له فضاء في العقل العربي. ومن ثم يمارس علينا تأثيرًا بالغًا .. فهو يمطرنا بالمفاهيم الكاذبة, ويحوطنا بشبكة من المعرفة الملوثة, ويتم التشويش على نظام القيم والمعانى التى تتصادم مع مصالحة. وهو يعمل على إنزياح فكرة الوطن فى وجدان الناس ويرسم لهم الحدود الجغرافية المغموسة بالذل والسيطرة والقمع. وفى ظل هذا الإنقلاب المعرفى يعيد فكرة إنتاج فضاء جمالى إمبريالي جديد, يصنع التصورات داخل مخيلة الناس عبر عملائه المحليين والإلحاح الإعلامى. وعليه يتم تسطيح للوعى وتعطيل للحواس ولفاعلية التخيل فى الإبداع ، وتوجيه الإدراك بعيداً فى الفن عن الواقع الحسى ومشاكله الحقيقية , وتكييف الرؤية والمنطق لوجهة نظر صانع التصورات.

ثانياً : بعض القضايا التى فجرتها كتابات سعد الخادم فى الدوريات الثقافية….

المثقفون تربطهم علاقة رمزية بزمانهم سعد الخادم ينتمى إلى روح وطنية وقومية ثائرة , وأنا أنتمى إلى واقع يشعرنى بالغربة والعجز تجاه الآخر.
وبغض النظر عن التعارضات الظاهرية التي يجدها الدارس بين شخصية سعد الخادم الساكن الهادئ البسيط ، وبين كتاباته الثائرة التي تدعو إلي نبذ الاستبداد وعدم الانسحاب أمام الآخر.
.. علينا أن نتحدث عن القضايا والإشكاليات التى طرحها سعد الخادم فى كتاباته والتى تسكن الشعور الجمعى . فبدون الكلام يصبح الضمير صامتًا والتاريخ صامتًا والناس صامتون.

قضية (1) : الثقافة الوطنية ما تزال فى خطر. …

ينبه سعد الخادم أن الغربيين قد غادروا مستعمراتهم القديمة فيزيائياً لكنهم احتفظوا بها كأسواق إستهلاكية للأفكار والسلاح والبضائع والجماليات بل أيضاُ كمواقع على الخريطة السياسية العقائدية التى استمروا يمارسون حكمها أخلاقيا وفكرياً عبر وسطاء من المحليين التابعين. فالشرق يدرس ويبحث ويدار ويقسم وتصدر عليه أحكام بطريقة خفية .. وعلى سبيل المثال فى فيلم “World War Z” بطولة الممثل جيرى لين والممثلة الإسرئيلية ” دنيلا كيرتيز Daniella Kertesz ,ما تزال هذه الرؤية الصهيونية المتحيزة فى هليوود تصور الإسرائيلى على أنه الإنسان المتفوق والقوى وهو أول من اكتشف المرض القاتل , وبالتالى شرع فى بناء جدار الفصل لحماية شعبه السليم من الزومبى Zombies أى الفلسطنين. ويؤكد البطل فى الفيلم أن مشكلته تتمحور فى كونه يقاتل ” أحياء أموات” ودلالياً هذه صورة مشوهة للمقاومة الفلسطينية فى الداخل .. هذا التيار الإمبريالى يصنع صور للعالم مزيفة ويسعى لتصديرها للعالم كما لو كانت هى الحقيقة.. لقد أدرك سعد الخادم أن الفن كقوة ناعمة يمكنه أن يلعب دوراً هاماً ومؤثراً فى المقاومة والتصدى للمشروع الصهيونى بما يحمل من فكر توسعى عنصرى إلغائى . فالغرب لا يمنحنا شيئاً عدا الإمبريالية والعنصرية والتمركز العرقى للتعامل مع الثقافات الأخرى المخالفة له.

قضية (2) : من الذى دفع أجرة الزمار؟..

سوف أضع أمام القارئ مادة معرفية ومن المفارقة تم تجاهلها لكونها تكشف السيطرة الإمبريالية على الثقافة .. لذلك يجب أن يعاد فتح العلاقة المتداخلة بين حركة الفن التشكيلى وبين علاقة الفنانين بالمؤسسات الأجنبية ,ودورها التخريبى فى صنع هويات جديدة لا علاقة لها بالتاريخ أو الجغرافيا السياسية للمنطقة.
هل قرأت .. كتاب “من الذى دفع للزمار” للكاتبة الإنجليزية فرانسيس ستونز وهو من أخطر الكتب توثيقاً فى فضح دور المخابرات الأمريكية CIA فى مجال الآداب والفنون على مستوى العالم , الذى يهدف إلى السيطرة على العقول .. وطرح التصورات الغربية للحياة فى المخيال عبر الثقافات المحلية .وتثبت الوثائق تمويلها لمجلات ثقافية فى العالم العربى مثل حوار ومجلة شعر اللبنانية .. وفصول المصرية. التى كانت “منظمة الحرية الثقافية” تشتري منها 1500 نسخة.
لابد من دراسة المناخ الثقافى لميلاد حركة التشكيل المصرية وتفكيك دور الفنانين اليهود والأجانب المقيمين فى تلك الآونة من المصريين المستغربين مثل “.. باروخ .. ساسون وترنى وبينزرا .. وسوزى جرين .. وبوجلان.. وابرهيم مسعودة .. ” يا صديقى لا تنسى من يدفع أجرة الزمار هو الذى يختار اللحن !!.

قضية (3) : إعادة كتابة التاريخ المزيف..

أصابتنى الحيرة إزاء حجم الإضاءات والمبالغات الذى سلط على السريالية المصرية وبخاصة على جماعة الفن والحرية وهى جماعة البعض من أفرادها من اليهود أو من المستغربين أو من الجاليات الأجنبية . ها هى أسمائهم ” كامل التلمساني .. جان موسكايتلى .. ألبير قصيري .. جورج حنين.. موريس فهمي .. رمسيس يونان .. راؤول كورييل .. فؤاد كامل.. بالأضافة إلى أعضاء المعرض الأول .. إزاك ليفى .. انجلو بولو .. انجلو دى ريز .. جو شلزنجر .. سيسيل جوليان .. دالى دى نابلوف .. صادق محمد .. ماربول .. ماجى اكزيزا .. يابا جورج .. عايدة شحاته .. هسيا .. ماريدل.. وتم إستضافة .. محمود سعيد .. ومعظمهم هؤلاء تقريباً يعتنقون اليسار التروتسكى .
جماعة الفن والحرية حركة عبثية فوضوية بيانها هو ” تحيا الفن النحط” وموقفها الجمالى ضعيف جداً وفكرها منحوت من بيان “بريتون- تروتسكي” وقائم على نهج من الرؤية يتبنى الهدم المطلق للقيم والهوية الوطنية , ثم إعادة بنائها فى الفضاء الحر كما يعتقدون .. وهو ما يتوافق مع المعرفة والوعى الغربي , ويتقاطع مع الأهواء السياسية للتيار الصهيونى الأوربى وهى بذلك تجيش أفكار المتخيل الإمبريالى الذى يصنع واقع جديد تجاه المرأة والدين والثقافة وفكرة الوطن ..
وهذه الجماعة المغلقة والمعروفة بشذوذيتها وهواجسها الفكرية لم نكن نعلم عنها إلا من خلال مطبوعاتها الخاصة , والكثير من شبابها لم يكونوا إلا جزء من شبكة دولية للسيطرة الغربية وهى خلال تاريخها لم تشكل أى اختراق يذكر للمجتمع المصرى.. والجماعة فى أفكارها وأنتاجها الإبداعى تجسيد مثالى لفكرة الإنشاء الثقافى الغربى تركت أعمال فنية وأدبية ركيكه وسطحية هى فى مجملها تقليد باهت لظلال السريالية الغربية ,ولنجوم هذا التيار ومؤسسيها من اليهود .. اليهود “.. ترستيان تزارا .. ماكس أرنست .. لويس أرغون .. مارسيل دو شامب .. سلفادور دالى .. خوان ميرو .. جورجي دى شيريكو .. جان كوكتو .. مارك شاجال. ”
وما أزعجنى هو توهم البعض من النقاد أن هذه الجماعة كانت تصنع تاريخ موازى لحركة السريالية الفرنسية . وهذه تضمينات خطيرة وهذا كذب وافتراء على حساب الحقيقة .. وما يدخل الريبة فى النفوس هو وجود المؤسسات الأجنبية ومن بينها اسم “دار سوذبيز للمزادات” التى تنفق ملايين الجنيهات من أجل بروبجندا لتعويم هذه الجماعة بالأضافة للدعوة الغربية للإحتفاء بأفكارها مرة أخرى والتى قمعت مع المد القومى لثورة يوليو. هناك مال كثير يدخل سوق الفن المصرى الآن يهدف إلى السيطرة على المشهد الثقافى والأعلامى لتدجين وغسل أدمغة الناس من خلال الكذب وصناعة مشهد ثقافى جديد بما يتوافق مع الرؤية الإمبريالية الغربية وعليك أن تسأل نفسك من هو سام بردويل وتيل فيلرات وويليام ويلز، المدير التنفيذي لتاون هاوس جاليري.المنظم لإحتفالية “الانشقاق .. الحرب والسريالية فى مصر 1958- 1948” .

وما يفزعنى فى هذا المشهد العبثى هو اختراق الثقافة المصرية وتزوير الحقائق واختراع أكاذيب تنطوى على مفارقات تاريخية , ومن بينها التعتيم على صلة هذه الجماعة باللوبى اليهودى الصهيونى فى أوروبا الذى أستولى على الثقافة الغربية , وقام بتشويه واقع هذه المجتمعات كونه مسرداً خبيثاُ للآثام تمثل فى نشر الانحلال الخلقى و المعرفى ,والثقافة الوجودية المتطرفة. لقد أستولت هذه الجماعات اليهودية فى أوربا على الجماليات بسيطرتها على سوق الفن وقاعات العرض وحركة النقد ووسائل الإعلام وبورصات الفن , وأصبح منهم ثمانية من أكبر عشرة من أغنى جامعى الفن فى العالم .إذاً نحن أمام مافيا يهودية استولت على حركت الفن الحديث فى العالم قبل الحرب العالمية الثانية . هذه الظاهرة فى حاجة إلى دراسات جادة للإضاءة وللإيضاح

قضية (4) : إعرف تاريخك .. مدرسة الفنون الجميلة فى مصر الرؤية والواقع …

أول من فكر فى إنشاء مدرسة الفنون الجميلة فى مصر هم علماء الحملة الفرنسية ففى دورية الحملة الفرنسية “La Décade égyptienne ” مقال بعنوان مشروع لإنشاء مدرسة للرسم تقدم به المواطن “دوترتر” فى جلسة المعهد العلمى المصرى .. وتعطل المشروع لتغير الظروف التى أحاطت بالحملة الفرنسية .. وعلقت فكرة المدرسة طوال القرن التاسع عشر بأذهان المربين الفرنسيين .. ومع بداية القرن العشرين وفى ظل التنافس على النظارة فى مصر بين الأنجليز والفرنسـيين .. يـذكر أحمد زكى باشـا فى مـجلة L Egypte Contemporaine” ” .. بينما كان النحات الفرنسى “لبلان” يصنع تمثال للأمير يوسف كمال عام 1907 … أثار معه فكرة إنشاء مدرسة للفنون الجميلة … وبعد دراسة المشروع .. تم فتح المدرسة فى يوم 13 مايو عام 1908 بشـارع درب الجماميـز بالدار رقم 100، وكانت تدرس فى السنة الأولى مواد الرسم والنحت والخط العربى تبعا للمنهج الغربى .. وتسجل العديد من المقالات الصراع الخفى بين الطلبة وأساليب التدريس الغربية , والتناقض بين ما يدرسونه من تراث غريب عليهم وبين تراث حى فى بيئتهم عريقاً وفى هذا الصدد

يسجل أحمد زكى باشا فى مقالته بضرورة أن يسود الدراسة الطراز العربى وأن تستبعد جميع الطرز الغربية فى الفنون . ويقول .. بالرغم من إضطرارنا إلى الإستعانة بأساتذة أجانب يجب أن يكون توجههم مقصوراً على بث الروح الفنية الأصيلة, مع تجنب انحياز الذوق العام إلى الطرز الغربية .. وفى مقاله كتبها الفنان محمد ناجى عام 1930 عن الحركة الفنية فى مصر يقول “غير أن أساليب الدراسة لم تتجه فى بادئ الأمر إلى التراث المصرى القديم , فقد تركز هدف ناظر المدرسة وهوالنحات ” لابلانى ” فى تدريس الطلاب ومرانهم على محاكاة الأساليب الغربية دون النظر إلى ارتباط هؤلاء الطلاب ببيئتهم وماضيهم الفنى … ولما عدلت الدراسة فى مدرسة الفنون سنة 1927 وأصبحت مدرسة عليا أسندت إدارتها إلى الفنان ” إينوشنى ” وأدخلت مادة تاريخ الفن من بين مواد الدراسة .ومع أن أسلوب العمل يسير على النحو الذى تسير عليه مدارس الفنون الأوربية من حيث الانتظام والجدية , فإن الدراسة ما زالت تفتقر إلى الطابع القومى, وإلى منهاج يربط الفنان ببيئته وبتلك العوامل الإقتصادية والجغرافية التى تميز تعبيره الفنى من غيره .
ومع ذلك أفرزت المدرسة الوطنيه للفنون مع ثورة 1919 الرعيل الأول من أساطين الفن الحديث المصرى وعلى رأسهم محمود مختار .. محمد حسن .. يوسف كامل.. راغب عياد.. وإلى هذه المدرسة العريقة يرجع الفضل لفنانيها الكبار عبر أجيالها المتتالية وحتى الآن فى الحفاظ على الهوية المصرية فى الفن التسكيلى.

قضية (5) : خيانة المثقفين وثقافة المقاومة ..

نحن نعترف بأن الرأسمالية الغربية البشعة عبر ديناميتها تخلق عبيدها الجدد, فبعد رحيل جيل الخمسينيات والستينيات أصحاب النهضة والتمرد الفكرى المصاحب لثورة يوليو, حدث إنعطاف عقائدى هام خلال الثمانينات والتسعينات مواكباً لتآكل الأفق القومى ,وصعود ثقافة السلام وتولى قيادة حركة التشكيل المصرية جيل من الفنانين الانتهازيين الذين سعوا وراء المناصب والامتيازات والمصالح الفردية, وتنكروا لفكرة المدرسية فى الفن والحياة التى تعلموا فيها على يد الرواد وترك لنا هؤلاء الأكاديميون النرجسيون أجيال من الخدم والأتباع من أنصاف المثقفين والفنانين الذى يميل معظمهم إلى صنع تمثيلات للثقافة الغربية ويمكن السيطرة عليهم عبر المنح وشهادات التقدير الكاذبة.

قضية (6): إعرف عدوك.. نشأت مدرسة الفنون والحرف فى فلسطين بالقدس…

كان الفن التشكيلى هو أحد الأهداف المنشودة للأساس الثقافى فى المشروع الصهيونى الذى كان يسعى لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين .. وفى هذا السياق بدأت النشاطات الفنية المنظمة لليهود فى فلسطين 1906، عند وصول البروفسور بوريس شاتس (1867-1932) من بلغاريا وتأسيسه لأكاديمية بيتسالئيل للفنون والحِرَف بأورشليم القدس ,عملا بخطة تم إقرارها في المؤتمر الصهيوني السابع المنعقد فى بازل بسويسرا عام 1905، بهدف تشجيع الشباب اليهود على دراسة الفن في أرض إسرائيل , والبحث عن الجذور للهوية اليهودية . وبحلول العام 1910 تضمنت الأكاديمية 32 قسماً وبلغ عدد طلابها 500 طالب وأصبح العالم اليهودي بأسره سوقا لأعمالها الفنية. فبجانب الرسم والنحت هناك ما لا يقل عن 30 حرفة يدوية تخصص فيها أعداداً كبيرة من الحرفيين من فناني سيراميك وصاغة فضة وذهب ,ونساجين وخطاطين وصانعي زجاج وما إلى ذلك.
وبعد مائة عام من التطور والتغير .. تقول بروفسور “إيفا إيلوز” رئيس الأكاديمية الآن. أن “بتسائيل” تقود الحراك الفنى فى الكيان الإسرائيلى وتشغل دوراُ حاسماُ فى تشكيل هويتها الحضارية. وأن المسؤولية الملقاة على عاتقها هى جعل المجتمع الإسرائيلي يرى القيمة الأخلاقية والمجتمعية الكامنة في تعليم صبور ومجتهد، في مهنيته، في موهبته وإبداعه، وفي تأكيد الضمير الساعي لتنفيذ المهمة كما يجب، وفي تحمّل المسؤولية. الصبر، التواضع، الاهتمام بالتفاصيل، تحمّل المسؤولية، وانخراط كل هذا عبر الأبداع الأصيل “للهوية العبرية” ، والتميّز والموهبة دون هوادة – هذه هي القيم التي ائتمنت “بتسلئيل” على تطويرها في جميع مجالات المجتمع الإسرائيلي. وبعد هذا يقول الفنان شعبان عبد الرحيم .. أنا بكره اسرائيل .. وبقولها لو اتسأل انشا الله اموت قتيل .. أو أخوش المعتقل .. ها .. ها .. ها …….

“ببليوغرافيا” للمقالات التي كتبها سعد الخادم فى الدوريات المصرية…

لعبت الدوريات الثقافية دوراً هاماً في الحياة بمصر والوطن العربى وبخاصة في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. وقد ارتبط اسم سعد الخادم بعدد منها باعتباره واحداً من الطليعة المثقفة، التى كانت تكتب عن هموم الوطن الثقافية. ومن ثم أمد هذه الدوريات بعدد كبير من المقالات الكاشفة في حقل الفنون الشعبية والدراسات المقارنة في حركة الفن الحديث والإبداع المحلي والعالمي . صعب أن تبحث عن كل مقالات سعد الخادم عبر أرشيف المجلات والدوريات الثقافية فى مصر , ولكن سأنقل إليكم عناوين أهم مقالات هذا الرجل التى كانت بمقاييس عصرها جريئة وثورية ومثيرة.

عناوين مقالات سعد الخادم فى مجلة الثقافة .. بداية من عام 1963:….

“مكانة النقد من الفكر الاشتراكي .. الفنون الأفريقية .. ملامح العامل والفلاح في فنوننا الاشتراكية .. الصهيونية والفن .. الدعاية الصهيونية والفن .. لا فن قومي لإسرائيل .. النضال الطائفي في الفن الصهيوني .. أسواق الفن الأوروبية .. السريالية والاستعمار الصهيوني .. الاستعمار الأوروبي والفن .. انعدام الفن القومي في إسرائيل .. الفن الأوروبي الحديث .. إخفاق إسرائيل في فنونها .. الفن التشكيلي والإخراج المسرحي .. الحركة الفنية قبل الثورة وبعدها .. هواية جمع التحف الفنية .. رسالة النقد الفني .. الفنون النوبية .. الزخرفة وصلتها بسائر الفنون .. الفن السيريالي جورجيودي كيريكو .. التراث النوبي .. أسباب القلق والقوة في فنون عصر النهضة الإيطالية .. التقويم العلمي للآثار والتذةق الفني .. النزعة الكلاسيكية في القرن السادس عشر بإيطاليا .. سمات الفنون العربية .. الفن والطبيعة .. مصادر حركتنا الفنية الحديثة وتخطيطنا للمستقبل .. فن البوشمان بأفريقيا .. ذكري المصور ناجي .. المصور محمود السعيد .. مراحل الإعداد في الإنتاج الفني أو الصناعي .. بناء السد وأثره في فنوننا .. أساليب في التسجيل الفني لمراحل بناء السد .. مراسم الفن بين الماضي والحاضر .. الفن والطبيعة في منطقة السد .. معرض السد العالى بين الفنون الهادفة .. الفنون القوطية في العمارة .. الأسس العلمية للفن .. الفن الحديث وحدائق الحيوان .. أساليب الجمال والقبح في الفن .. الطابع الثوري في الفن .. فنون الحضارات الإفريقية القديمة .. العجائب والحيل في التصوير القديم .. حول معرض الفن القبطي بباريس .. فنون ما بين النهرين في الأزمنة الغابرة .. مشكلة التجديد والابتكار في الفنون .. التصوير الشمسي وأثره في مناهج الفن التشكيلي .. آراء النحات رودان في الفن .. الإسراف في طلب تحرر الفنون .. فرص النجاح أمام الفنان الأوروبي .. الثياب العربية في فنون عصر النهضة الأوروبية .. الفنون التشكيلية والتخطيط المعماري .. العبقرية العلمية عند الفنان دافنشي .. البيئة الجغرافية وأثرها في الفن .. تراجع فنون عصر النهضة بين الشرق والغرب .. دعائم الفنون القومية في سيرلان .. أساليب في تدوين تاريخ الفن.”

تابع : عناوين مقالات سعد الخادم فى مجلة الثقافة .. بداية من عام 1963م……

.. بعض مشكلات الفن في السودان .. فنوننا الشعبية ماضيها ومستقبلها .. أهمية حصر وتقويم الكفايات الفنية .. الفن بين شعبية موضوعه والفنون الشعبية.. من مشكلات الفنون الأفريقية .. الأزياء الشعبية واستخدامها في أغراض انتقامية أو وقائية .. الحلقات المفقودة في تراثنا الفني العربي .. تسويق الفن وأغراضه السياحية .. الفكر الاشتراكي واستغلال موارد تراثنا الشعبي .. الفنون الهادفة وأهميتها في المجتمع .. الفن ودوافعه السياسية.. ديناميكية التراث الفني والتراث القومي .. الرقص الشعبي في فنوننا التشكيلية القديمة .. الشياطين وأهل الجان في فنوننا الشعبية .. زخرفة أوبرا باريس معبد أبو سمبل .. امتثال الفنون الاشتراكية لمناهج الصناعة .. الدوافع الاشتراكية للفن .. الفن وفلسفة الإسراف .. مساخر في الفن علي نسق مهزلة الأسلحة الألمانية لإسرائيل .. وحدة فنوننا القومية .. رأي المصور ناجي في الحفاظ علي التراث الفني .. أرشيف لمخازي يهود أوروبا في الفن .. في حيل الصهيونية في التمويه عن كنوز الفن .. الصلة بين العتاد الفني والعتاد الحربي .. خامات الفنون العربية ومصادرها .. بين الأنصاب القديمة والفن الشعبي .. أرباب النقابات الفنية في الحضارات القديمة .. دور المتاحف الفنية في المجتمع الحديث .. الفن في فجر الثورة الصناعية.. حول تمثال لاكون .. بين الأغراض الهادفة للفن وعبثه وتخبطه العشوائيين .. حول ما يكتب عن الفن في خدمة الدين.. بين سقراط وفيدياس .. الفنون الشعبية في الجزائر .. نضال الفن قبل الثورة إنطلاقة بعدها .. الرجل الشعبي وتوجيه الفنون في عهد الثورة.

عناوين مقالات الكاتب سعد الخادم فى مجلة المجلة بداية من عام 1957….

“الفنون الشعبية .. مدرسة الفنون الجميلة نشأتها وتاريخها .. قومية الثوب الشعبي .. مصادر بعض التقاليد الشعبية .. الرقص الشعبي ومصادره .. فنانة مصرية مجهولة .. لوحات برج القاهرة وفنون التصوير الحائطي .. معرض الفنانين المتفرغين والتراث العربي .. العقائد اليونانية والرومانية القديمة وفننا الشعبى .. التماثيل والدمي المتحركة عند العرب .. الحسين فوزي وجائزة الدولة التشجيعية في فنون الرسم وتطبيقاته .. صفحات من حياة المصور ناجي .. ألف ليلة وليلة والفنون الإسلامية فى روسيا”
**وفى النهاية:
هذا الرجل اجتمعت فيه مآثر الناقد والمفكر والمثقف .. سيظل حياً في ذاكرة المعرفة .. حاضر في عقول تلامذته ومريديه فترة طويلة من الزمن .. والسؤال الثقيل الآن الحاضر مع فكر سعد الخادم هو سؤال الهوية.. في ظل الطابع العولمي للكون، وفي ظل ثورة الاتصالات والفضاء التخيلي والواقع الافتراضي الذي أصبح جزءاً من جسم المعرفة البشرية .

نهاية (1) : يؤمن سعد الخادم بأن الموقف التاريخي لفكر التغيير بحقل الفنون , يجب أن ينطلق من الإيمان بالإنسان والحرية وضرورة التواصل والتفاعل مع الآخر، والإثراء المتبادل بين الثقافات ، والوقوف ضد منطق الصراع والاستعلائية والهيمنة والتسلط والمركزية الغربية. كما أنه علينا أن نعترف بأن الهجنة مع ثقافة الآخر تغني إشكالية التغيير, وتؤدي إلى انبثاق مفاهيم وتصورات جديدة قد لا تكون متبلورة في حقل الإبداع للفن.

نهاية (2) : مازال صوت سعد الخادم يدعو إلي التحرر من سطوة الميراث الغربى فى الجماليات الإمبريالية وذلك عبر التنوير والكتابة، للتذكير باختلاف السياقات الحضارية وتنوع المزاج الثقافي. فهناك شروط تاريخية مخالفة لها خصوصيتها علي مستوي التحولات الاقتصادية والاجتماعية. والإشكاليات الثقافية التي تصنع تخيلات المعني فى العملية الإبداعية. وهو ما صنع الازدواجية في الرؤية والإنشطار فى المعرفة الفنية .
وأخيراً وأيًا ما كان الأمر. يبقى السؤال الملتبس بالدجى في نفوس البعض منا.
س.. كيف سنجد ذواتنا في ظل هذا الانسحاق للثقافات والهويات , ومتى سنخرج من دائرة الثقافة الغربية ؟

وأخيراً : بعد هذه الرسالة الطويلة التى أكتبها ” للخاصة ” والتى أتمنى من الله أن يقرأها ويؤمن بها فرد واحد منكم .. أتركم مع أغنية للسيدة “فيروز” التي تقول كلماتها : وطني يا جبل الغيم الأزرق .. وطني يا قمر الندي والزنبق .. يا وجوه الـ بيحبوّنا.. يا تراب اللي سبقونا .. يا زغيّر ووسع الدنيا يا وطني.

دكتور : رضــا شحاته أبوالمجد كاتب وباحث أكاديمى من مصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة (1) : اللوحة المصاحبة للنص للفنان سعد الخادم ” أنتجت فى بداية الستينيات تقريباً ”
ملحوظة (2) : هناك مجموعة من المقالات المتفرقة لسعد الخادم فى دوريات أخرى يمكن للباحث أن يتناولها وهى على النحو التالى.
“تم تكليفه من مصلحة الاستعلامات بستة دراسات عن الحرف والفنون الشعبية فى مصر لموسوعة المصلحة من 1960 إلى 1963 م .. له مجموعة من المقالات فى مجلة صحيفة التربية ما بين 1945 إلى 1962 م .. مجموعة مقالات فى مجلة الرائد من 1959 إلى 1967م .. مجموعة مقالات فى مجلة صوت الفنان .. مقالات بمجلة الفنون الشعبية دار الكتب والوثائق القومية .. مقالات بمجلة التربية الأساسية بسرس الليان .. مقالات فى مجلة الأدب الإفريقى والآسيوى .. مقالات فى مجلة منبر الإسلام .. مقالات فى مجلة الفن .. مقالات فى مجلة بناء الوطن .. مقالات متعددة نشرت فى جريدة الأهرام وجريدة المساء مابين 1962 إلى 1965. بحث..بعنوانه: تحقيق لبعض إيصالات التجار والصناع في مصر من القرن السابع عشر إلي القرن الثامن عشر. طبع مع غيره من أبحاث سنة 1971 بمطبعة دار الكتب. الندوة الدولية لتاريخ القاهرة سنة1961م. والله الموفق.

ملحوظة (3) : أول من فكر فى إنشاء مدرسة الفنون الجميلة فى مصر هم علماء الحملة الفرنسية ففى دورية الحملة الفرنسية “La Décade égyptienne “مقال بعنوان مشروع لإنشاء مدرسة للرسم تقدم به المواطن دوترتر فى جلسة المعهد العلمى المصرى .. وتعطل المشروع لتغير الظروف التى أحاطت بالحملة الفرنسية .. وعلقت فكرة المدرسة طوال القرن التاسع عشر بأذهان المربيين الفرنسيين ومع بداية القرن العشرين وفى ظل التنافس على النظارة فى مصر بين الأنجليز والفرنسيين يذكر أحمد زكى باشا فى مجلة L Egypte Contemporaine” “. بينما كان النحات الفرنسى “لبلان” يصنع تمثال للأمير يوسف كمال عام 1907 … أثار معه فكرة إنشاء مدرسة للفنون الجميلة … وبعد الدراسة تم فتح المدرسة فى يوم 13 مايو عام 1908 بشـارع درب الجماميـز بالدار رقم 100، وكانت تدرس فى السنة الأولى مواد الرسم والنحت والخط العربى تبعا للمنهج الغربى .. وفى عام 1923- 1924 انتقلت من مكانها بدرب الجماميز إلى الدرب الجديد بميدان السيدة زينب وأستمرت المدرسة خارج النطاق الحكومى حتى عام 1927… وفى مقال كتبه المسيو لويس هوتكير مراقب الفنون الجميلة عام 1925 بعنوان الدولة والفنون الجميلة بمصر فى مجلة “L Art Vivant” التى تصدر فى باريس يذكر ” كذلك كان بجهة السيدة زينب مدرسة للفنون الجميلة يعينها أحد الأمراء وأنتهى بها الأمر بأن أغلقت 1927ونزعت ملكيتها , .. وفي نفس العام أنشأت وزارة المعارف العمومية المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة والدراسة فيها عامان والمتخرجون سيلتحقون بالمدرسة العليا للفنون التى أنشأت عام 1928 والتى تضم الأقسام الآتية العمارة .. التصوير .. الحفر .. الزخرفة … والمدرسين العاملين بها النحات محمود مختار والمهندس هارى والمصور بوريفال .. وإشراف ناظرها الأستاذ “إينوشنتى” .. وفى عام 1936-1937 أضيفت سنة إعدادية لسنوات الدراسة الأربع فأصبحت مدة الدراسة خمس سنوات وذلك بعد أن تم إلغاء نظام المدرسة التحضيرية وحدد القبول بالمدرسة للحاصلين على شهادة إتمام الدراسة الثانوية “شهادة الكفاءة لأقسام الفنون وشهادة البكالوريا لقسم العمارة” وذلك بعد اجتياز امتحان دقيق للقدرات. اختير للمدرسة فيلا بحى شبرا بشارع خـلاط رقم 11 عام 1927 ثم نقلت في أغسطس 1931 إلى 91 شارع الجيزة وفي سبتمبر 1935نقلت إلى مكانها الحالى بشارع إسماعيل محمد رقم 8 بجزيــرة الزمالك بالقاهرة، وبعد قيام ثــورة 23 يوليو 1952 عدل اسمها إلى كلية الفنون الجمــيلة وقد ضمت إلى وزارة التعليم العـالي ســنة 1961 بعد أن كانت تتبــع وزارة التربية والتعليم ثم ضمت إلى جامعة حلوان في أكــتـوبر 1975.

ملحوظة (3) : راؤل كورييل هو أخو هنري كورييل الذى ولد في 13 أيلول/سبتمبر عام 1914 لعائلة فرنكوفونية يهودية من أصول إيطالية استقرت في مصر التي كانت حينها تعتبر قبلة للمهاجرين والطامحين خاصة من دول الجوار الأوروبي المتوسطية. تلقى تعليمه في المدارس الفرنسية في القاهرة واطلع، مثله في ذلك كمثل الطلاب الأوروبيين، على كتابات أندريه مالرو وبول نيزان وأندريه جيد، ولكنه التقط كذلك “فيروس” الماركسية الذي سيلازمه طيلة حياته. غير أن كورييل لم يدرك فعلاً جدوى النظرية الشيوعية إلا عندما لمس بأم العين المظالم الفظيعة التي كانت تمارس بحق فقراء مصر في مصانع ومزارع البشوات والأغوات والرأسماليين الصاعدين والذين كان والده ينتمي إليهم. فقد شارك عام 1939 مع شقيقه راؤول والصحفي والكاتب السريالي جورج حنين في الحركة الأدبية والفنية الطليعية في مصر بتأسيس أسبوعية “دون كيشوت” و”مجلة الشباب” الملتزمتين والتين اتسمتا بتجديد فريد.عام 1943 شكّل كورييل “الحركة المصرية للتحرر الوطني” (حمتو) والتي دخلت على الفور في منافسة حامية مع التنظيمات الشيوعية السائدة وقادتها من يهود مصر كذلك القادمين من الأوساط البرجوازية نفسها كـ”إيسكرا” (التي تعرف بالمصرية باسم “الشرارة”) بقيادة هليل شوارتز و”تحرير شعب” بقيادة مارسيل إسرائيل … إلا أن الغموض لم يفارق مسيرة هنري كورييل فاعتبر تارة عميلاً للمخابرات السوفيتية وأخرى متعاوناً مع الإسرائيليين، ثم الفرنسيين وبعدهم الكوبيين… الخ.

https://www.facebook.com/noses1989/ العطر فى أنقى صورة.. أفضل ثبات وفوحان ..noses عـطور أونلاين ستغير فكرتك عن تركيب العطور.. تستحق التجربة
Related Posts

د.رضا شحاته يكتب الرسالة 10: رحيل سعد الخادم ..وتغريدة البجعة الأخيرة

التعليقات على د.رضا شحاته يكتب الرسالة 10: رحيل سعد الخادم ..وتغريدة البجعة الأخيرة مغلقة

الشاعر سعيد شحاته يكتب: ياشباب مصر.. هل تعرفون عبد الناصر علام ؟

التعليقات على الشاعر سعيد شحاته يكتب: ياشباب مصر.. هل تعرفون عبد الناصر علام ؟ مغلقة

تكريم جبريل وسيد خطاب وابو بكر يوسف فى مؤتمر أدباء القاهرة الكبرى

التعليقات على تكريم جبريل وسيد خطاب وابو بكر يوسف فى مؤتمر أدباء القاهرة الكبرى مغلقة

حسن غريب يكتب: “الرقص على طبول مصرية”نبوءة فؤاد حجازي بالإرهاب وعظمة الجيش في دحره

التعليقات على حسن غريب يكتب: “الرقص على طبول مصرية”نبوءة فؤاد حجازي بالإرهاب وعظمة الجيش في دحره مغلقة

د.رضا شحاته يكتب الرسالة “6”: الأم .. والفكر الأصولى .. فى حياة سعد الخادم

التعليقات على د.رضا شحاته يكتب الرسالة “6”: الأم .. والفكر الأصولى .. فى حياة سعد الخادم مغلقة

طارق الصاوي خلف يكتب: ومضة على القصة الومضة

التعليقات على طارق الصاوي خلف يكتب: ومضة على القصة الومضة مغلقة

د. محمد أبو الفضل بدران يكتب: الحلاج المفترِي والمفتري عليه

التعليقات على د. محمد أبو الفضل بدران يكتب: الحلاج المفترِي والمفتري عليه مغلقة

وزير الثقافة فى نعيها للفنان محمد صبرى: علامة بارزة وأعماله جزء من كنوز الإبداع

التعليقات على وزير الثقافة فى نعيها للفنان محمد صبرى: علامة بارزة وأعماله جزء من كنوز الإبداع مغلقة

وفاة صاحب (قلم رصاص) .. حمدى قنديل الإعلامى الذى أطلق برامج النقد السياسي

التعليقات على وفاة صاحب (قلم رصاص) .. حمدى قنديل الإعلامى الذى أطلق برامج النقد السياسي مغلقة

بينهم امرأة واحدة.. أهم 10 كتاب فى الأدب الصينى الحديث

التعليقات على بينهم امرأة واحدة.. أهم 10 كتاب فى الأدب الصينى الحديث مغلقة

الرواية والأيدولوجيا دراسة لمحمود فراج التابي

التعليقات على الرواية والأيدولوجيا دراسة لمحمود فراج التابي مغلقة

مقال قديم عن ف . س. نايبول يكشف غربته وانعدام جذوره وكراهيته للإسلام

التعليقات على مقال قديم عن ف . س. نايبول يكشف غربته وانعدام جذوره وكراهيته للإسلام مغلقة

Create Account



Log In Your Account