أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
قصيدة جديدة ضمن ديوان الشاعر حسن طلب المخطوط الذى يحمل عنوان : (سِفر الشهداء) .
(عقرب الميدان)
[ليس الخروجُ على وُلاةِ أُمورِنا بمُسَوَّغِ]!
تلك الرسالةُ مِن قديمٍ
أُبلِغَتْ كلُّ الشعوبِ بنَصِّها
فاليومَ هل مِن مُبلِغِ!
جاء الجوابُ بدونِ مَهْلٍ..
جاء فى ظلَمُوتِ ليلٍ.. فجرُهُ لم يَبزُغِ!
حمَلَ الدَّهاقِينُ الدُّهاةُ الآنَ: مضمونَ الرسالةِ..
ذاهبِينَ ورائحِينَ..
فأفْرِغِى يا عقْربَ الميدانِ سُمَّكِ.. أفرغِى
هذا شَبَاكِ ينُمُّ عنكِ.. زُبانَيَاكِ تبشِّرانِ..
كما تشائينَ امْرَغِى فى ساحةِ الميدانِ.. أو فتمرَّغِى
ومِن الرَّفاغةِ.. فارفَغِى
هذا طعامُكِ.. فامضَغِى
هذا قِناعُكِ.. لَوِّنيهِ واصبُغِى!
هذا لِباسُكِ فارْتدِيهِ..
أَطْوِليهِ ما استطعْتِ.. وأسْبِغِى!
وتلصَّصِى
حتى تَحُولِى بينَ طوفانِ الشبابِ المارقينَ..
وما ابتغاهُ.. ويبْتَغِى
وتربَّصِى
حتى إذا ما أزبَدَ الميدانُ أو أرْغَى.. ارتَغِى
ولغَتْ مع الليلِ الأفاعِى فى دماءِ الأشقياءِ هنا
كما ولَغَتْ لَغِى!
وتفوَّقِى فى فنِّ ترويعِ الضحيَّةِ.. وانبُغِى
ولتلْدَغِى كلَّ الذين بساحةِ الميدانِ..
قد ثاروا على الطُّغيانِ والبغْىِ.. الدَغِى
حتى يضيعَ الفرقُ بينَ الحقِّ والبُهتانِ فى الميدانِ..
بين الثائرينَ وقاتِلِيهمْ
بين ما هو كائنٌ.. أو يَنبغِى!
وتردَّدِى بينَ الأدانِى والأقاصِى
بالنَّواصِى فاسفَعِى.. وخُذِى بتلكَ الأرسُغِ
لا تترُكِى الميدانَ بالسكَّانِ..
إلا وهو كالأرضِ اليَبابِ البُورِ.. أو كالمَرْدَغِ!
ولتضْرِبِى كالريحِ إبَّانَ الهبوبِ..
أو اهرُبِى إن لم يكنْ بدٌّ هناك مِن الهروبِ!
وجرِّبِى كلَّ الأساليبِ..
العَبِى بمشاعرِ المُتعاطفينَ مع الضَّحايا فى الحروبِ..
ودغْدِغِى!
بالأمسِ قد نزَغَتْ شياطينُ الدُّعاةِ الدُّونِ..
باسمِ الدِّينِ..
بينَ الثائرينَ فشتَّتتْهمْ أجمعِينَ.. فمثلَهمْ أنتِ انزَغِى
وتذرَّعِى بالصبْرِ.. بل بالمكْرِ
ضدَّ عُصاةِ هذا العصْرِ.. ثم تفرَّغِى
فالنصرُ للمُتفرِّغِ
فإذا انتصرْتِ- وسوف تنتصرينَ لا بدَّ-
اصْعَدِى أعلَى المنابرِ فى البلادِ.. وأعْلِنى:
إنَّ الصِّياحَ لِطائرِ الحريَّةِ الصدَّاحِ.. لا هو بالمُباحِ..
ولا الخروجُ على طُغاةِ بلادِنا بالسَّيِّغِ!