أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
دراما وكتابة ناعمة تتناول علاقة ثلاثة أخوة خرجت أمهم من المنزل ولم تعد ،يكشف المسلسل عن هشاشة العلاقات الأسرية وعن فقدان التواصل وخراب العلاقات الإنسانية تحت مظلة غياب الأمان الذى هو معادل لغياب الأم ،لكن ما يميز العمل الذى بدا فى حلقاته الأولى بطيئا جدا هو تلك النعومة على السطح التى تخفى تعاسة وفقدانا للمعنى ،وربما ضمن ما يناقش العمل الثمن الذى ندفعه لقاء إختياراتنا الخاطئة التى تتحول لقيود وأثقال رهيبة تعوقنا عن الإحساس بالحياة.
والعمل يبتعد عن كل بهارات الدراما التقليدية، ويبحر داخل ذواتنا فيما يشبه الدراما النفسية.
لم اقرأ رواية الوردانى ولكن أكثر ما يميز العمل لمسات فرشاة تشكيلية من كاتبة السيناريو والحوار تلمس اوجاع كثيرة فى حياتنا دون التوغل فى تفاصيلها ودون الخروج عن الخط الدرامى الأساسى ؛ فالسيناريو والحوار كأنه مأخوذ من حوارات الحياة اليومية ببراعة تشهد للكاتبة والسيناريست د.ثناء هاشم ،والموسيقى من عناصر التميز بلحن شجى يتكرر كخلفية معبرة عن شقاء ابطالنا،والتصوير خاصة المشاهد الخارجية صور جمالية وطبيعية معبرة مع إخراج تامر حمزة المتمهل والواعى لمضمون كل مشهد .
ما بين الغربة داخل الوطن والاغتراب خارجه وعزلتنا عن انفسنا تتواصل الحلقات ببطء محبب ومقبول دراميا.
إسناد البطولة لمجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة مع الفنانة بشرى وسميرة عبد العزيز أضفى مزيدا من الطبيعية على العمل.
هو عمل جيد جدا ولكنه يحتاج مشاهد لم تفسده دراما الأكشن والتوابل التقليدية ،ومازال العمل يكشف المزيد من أسراره وخباياه الدفينة .