عصفوري هناك (قصة)/ نادية كيلاني

عصفوري هناك     (قصة)/ نادية كيلاني

عصفوري هناك (قصة)/ نادية كيلاني

“هذا آخر كلام بيننا” لما كتبَ عبارته غاضبا.. رأيته بأم عيني يخرج من صدري.. عصفور أبيض به رجفة.. ترك فؤاده وامتثل أمامي يتابعني بنظراته:
– أما زلتِ تنتظرين؟!
هززت رأسي بنفي ضعيف.. دار حولي عدة دورات ولما وجدني لا أحاول استرجاعه.. طار وعلى مرمى بصري حط على فرع يهتز.
وهذا يواصل كتابته بغرور:
– اعلمي أن عدم ثقتك فيَّ هي التي عجلت بالفراق.
كتبتُ:
– لا عليك يا صديقي أنت قلت هذا آخر كلام بيننا وأنا موافقة.
كتبَ:
– فدوى.. لماذا تستفزينني.. لا يزال بيننا كلام كثير.. نلتقي مساء.. وأغلق الفيس.
لم تكن أول مرة يهددني بالفراق.. لم أستعطفه ولا مرة منها بل في كل مرة أُعجل بالموافقة فيعود ويفتح الكلام من جديد.. يبثني حبه ويحكي عن شوقه وعن سعادته بوجودي وعن الرومانسية التي يعيش فيها جرَّاء هذا الحب الطاهر النقي.. و.. و.. وأنسى تهديده.. ولم يخرج عصفوري من صدري محتجا رافضا الأسلوب.. لماذا الآن؟!
هل لأنه التهديد الثالث كالطلقة الثالثة.. هل لأنه جاء بعدما اعترفت له بحبي، وكنت من قبل أراوغه ولا أنطق بالكلمة التي ظل يحارب من أجلها بشتى الطرق شهورا طوالا!!
نظرت إلي عصفوري.. يتأرجح هناك على فرعه.. هل هو الذي يرتعد أم الفرع يهزه نسيم لا يصلني:
– بعدما اعترفتِ بحبك صار لزاما عليه حفظ العهد.. صرت تنادينه حبيبي.. وما عدت تخفين مشاعرك، تغنيت به وغنيت له:
يا من نشا حبه في الحشا
فاق الظبى خطوه إذ مشى
– نعم أذكر.
– لكنه تراجع كما في كل مرة.. لماذا لم تتراجعي أيضا.. اعترفي بالحقيقة.. هاتها أمام عينيك ولا تدفني رأسك في الرمال.
– لا أدفن رأسي عصفوري المشاكس، وأعرف ما ترمي إليه.. تقصد تلك البنت شروق.. التي بثها شوقه ورغبته في التواصل معها.. إنها.. إنها كما تعلم.
– إنها من صنعك أنتِ لكي تعرفي من خلالها مدى إخلاصه.
– عصفوري لا تخلط الأمور.. هي كانت في وقت الخصام.. صنعتها لتحبه فانقسم بها إلى اثنتين أحبه مرتين.. وأعشقه حاضرا وغائبا.. اخترتُ لها اسم شروق.. وطلبتْ صداقته.
– ولبى على الفور.. بل دخل على الخاص يشكرها ويعبر عن سعادته بوجودها معه قلبا وقالبا.
– لم أهتم يا عصفوري.. فتعرف كم هو رقيق مع كل الناس.. لا تنظر لي هكذا هي أيضا عبرت عن إعجابها بمنشوراته.. وما فيها من دليل ذكاء وفطنة وإنسان خيّر، فوجب عليه أن يشكرها:
(أشكرك يا آنسة)
(العفو.. يا أستاذ “نور”:)
(ليس اسمي “نور” يا آنسة.. اسمي باهر)
(هذا اسم يناسبك، لأنك تدعو لتعلم العلم، وبما أن العلم نور فسميتك نورًا)
(شكرا لذوقك يا آنسة.. اسمك رائع أيضا.. شروق؟)
– أرأيتِ كيف يسترسل في الكلام.
– تركتْه أسبوعان ثم بادرته:
(مساء الخير أستاذ نور.. أنت تكتب كلاما رائعا.. أنا معجبة بك جدا)
(بي أم بكلامي)
(بك.. لو لم تكن أنت ما كان الكلام.. المهم صاحب الكلام)
(هل أعتبر هذا إعجاب واضح بشخصي.. أرجو)
(ترجو؟!!)
(كل فرد منا يحب أن يكون محبوبا من الناس جميعا)
– أخذتِ بالك.. أن يكون محبوبا من الناس جميعا.
– لا تكن سيئ الظن عصفوري.. البنت هي التي تجاوزت بقولها:
(كلامك هذا يجذبني.. فيه هدوء وطيبة وذكاء ومودة)
– وماذا قال؟! ألم يقل: أحس أني أتغير علي يديك.. كما يقول لك أتغير على يديك.
– هى أيضا لم ترحمه فقالت:
(تتغير على يدي.. يعنى عندك استعداد!)
– لا تخشي عليه هكذا لم يخجل ولم يدَّع الفضيلة بل قال:
(المهم صبرك عليَّ)
(أصبر وزيادة.. اعتبرني ناعسة)
– ووجدها فرصة:
(أيمكنني أن أتطفل قليلا.. وأسألك عن نفسك وقلبك هل دق لأحد من قبل، وهل مازال يدق أم تعطل و.. و؟)
(بسؤالك هذا تجر علي مواجع كثيرة.. أتناساها وأنا معك)
(آسف لن أعود لمثل هذا أبدا.)
(على الفور تتأسف!! هذه رقة زائدة.. لم يعد أحد يتأسف اليوم.. أنسحب قبل أن تزيد حالة إعجابي بك.)
(لا عليك يا أنسة انطلقي انطلقي ولايهمك.)

  • أتعرفين متى كان هذا يا أنا.. وهو في قمة الرومانسية معك.. بعد اعترافك له بحبك.
  • عصفوري الغاضب.. لم أعر الأمر التفاتا.
  • كيف؟! أنسيت أنك اعتصرتِيني وقتها وضيقتِ علي مكاني.. ثم أبيات الشعر التي أرسلها إليها، لشاعره المفضل أيضا لم تلتفتي لها!:
    (مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي
    والعشق والله ذنب لستُ أخفيه)
  • أيضا لا يهم.. فقد عاقبتْه أسبوعا.. ثم جاءت تدغدغه:
    (بالأمس حلمت بك مريضا واليوم وجدتك تنشر أدعية الشفاء.. يارب تكون بخير وصحة جيدة)
  • صرخ جزلا:
    (الله عليك وعلى رقتك.. أنا فعلا مريض.. أكرر شكري.. وأرجو المزيد من التواصل.. لا تغيبي عني.. لا تغيبي)
    (شفاك الله وعافاك، أنت إنسان فاضل وتستحق الخير)
    (كثير علي هذا، أنا إنسان مليء بالعيوب)
    (يا ليت تقول لي العيوب ربما أهدأ)
    (لا تتعجلي الأمر.. كله في حينه)
    (أي حين أنا فعلا في حالة لخبطة وأحاول أن أتجنب الكلام معك)
    (ولمَ اللخبطة..)
    (لا تتعجل الأمر كله في حينه.. المهم أنه صارت لك مكانة في نفسي.)
    (كم عمرك وأين تعيشين؟)
    (لا تفرق الأعمار.. مع المشاعر.. تصبح على خير.)
  • ثم في الصباح.. استقبلها بكلماته الحالمة:
    (صباح الخير شروق الحياة الجميلة الرقيقة.)
    (أنت هنا أستاذنا الجميل.. هل تحسنت صحتك؟)
    (شروق أنت رقيقة جدا.. أحس بأنك فتاة متدفقة حبا وجمالا.. حاولي أن تجدي نفسك مع من تحبين فالحب أمر جميل.)
  • يظنها عاشقة له فيشجعها على المضي.
  • نعم فمضت تلاعبه:
    (لا تجعل عينك تقع إلا على الجمال.. ولا تجعل أذنك تسمع إلا كل ما هو جميل.. ولا تجعل قلبك يعشق إلا من يستحق.. القلب له حبيب واحد يا نور)
  • ثم سألته عن رأيه في الحب فأرسل لها الجملة المدونة على جهازه وسبق أن أرسلها لك.. وسألها:
    (متزوجة أم آنسة أم مرتبطة؟)
    (آنسة ومرتبطة وموقوف حالي)
    (لمَ اليأس؟!!)
    (……………)
    (مالك سكتِّ؟)
    (حزنتُ على نفسي)
    (ليس هناك مايدعو للحزن.. الجمال في الحياة والسعادة تملأ الكون.. كم عمرك؟)
  • قفي هنا يا فدوى.. لماذا قلت: ثلاث وثلاثون سنة؟! ألم نتفق على سن أكبر وظروف مختلفة.
  • ربما أردت أن أحميه من نفسه، لكنه تصرف بذكائه المتدرب عليه.
  • ظل يحكي لها عن نفسه وظروف عمله وصديقاته اللاتي يستشرنه في مشكلاتهن ثم طلب منها أن تحكي قصتها وسبب حزنها.. وحكت:
    (عناد فظيع بيني وبين أهلي.. لا يرضى أبي أن يزوجني حبيبي وأنا أصر وأرفض كل من يتقدم لخطبتي.)
    (هل هناك سبب واضح أمامه لهذا الرفض؟)
    (نعم.. إنه متزوج وله أولاد.)
    (أووه.. وجهة نظر مقبولة.. لكن الأمر يحتاج لسياسة وحنكة منك.. إن يكن يستحق كل هذا الحب.)
    (هو رائع.. ويحبني جدا، ويتقدم كثيرا وفي كل مرة يرفضه أبي.)
    (مثل هذه الزيجات تحتاج لمغامرة، وما سبب رغبته في الزواج منك غير الحب.)
    (الحب فقط.. لا يعيب على أهله؛ وهذا ما يجعلني أثق به.)
    (معك في العمل؟)
    (نعم أراه كل يوم.. ويوم الأجازة لابد أن يسمع صوتي أول ما تشرق شمسه.)
    (جميل أن أعرف بوجود مثل هذا الحب الآن.. فهل يملك مقومات الزواج؛ بيت ومصاريف وخلافه، أم هو حب وفقط؟)
    (يملك ومستعد ويتحدى والدي.. يقول له: لن أتركها لغيري، خمس سنوات على هذا الحال.)
    (في الإسلام لا ضير أبدا من الزواج الثاني.. والرجل من حقه الزواج بأخرى يميل إليها.)
    (كل الزملاء يعرفون قصتنا وتوسط بعضهم عند أبي.. قال لما أموت تزوجيه.. ولا أريد فعل أي شيء خارج المألوف.. وأحب أبي جدا وأحترمه.)
    (لابد من حل.. من الأهل من الأقارب من الجيران منه هو أيضا.)
    (هو ذهب لعمتي وأقنعها ولما كلمت أبي طردها من البيت.)
    (لا أجد سببا وجيها لرفضه الشديد هذا!.. لم يرض أب في الكون أن يترك ابنته من غير زواج لابد أن هناك سرا لا نعرفه.)
    (نعم هناك سر عرفته فيما بعد.. وعدٌ قطعه أبي على نفسه لزوجته.. فقد جاءت لأبي ترجوه ألا يهدم بيتها فوعدها.)
    (ياااه إنه سبب نبيل.. وطاعة الوالدين أهم من حبك وراحتك يا آنسة.)
    (أكثر من هذا!! لقد ضيعت عمري وربما فرصتي في الإنجاب من أجل طاعة الوالدين.)
  • لقد نسجتِ قصة رائعة من خيالك يافدوى.
  • كنت مندفعة فيها اندفاعا.. أردت ألا ينظر إليها كأنثى.. بل كحالة.
  • وهل فعل؟! .. فورا قال لها:
    (أنت سمراء أم بيضاء؟ صفي لي نفسك.)
    (صف أنت نفسك أنا تكلمت كثيرا عن نفسي.)
    (ماذا لو أرسلتُ لك صورتي الآن.. هل يمكن أن أرى صورتك.)
  • ها هو يريد أن يرى صورتها.. ويعرف لون بشرتها.
  • الفضول عصفوري.. ألا ترى كيف أحرجته.. حين قالت:
    (عرفت فيك صفة لا أحبها.. لا تعطي بلا مقابل.)
    (لا والله.. جاءت هكذا.. ممكن رغبة في معرفتك أكثر.. أو استعجال.. أو رغبة في القرب.. خذي صورتي بلا مقابل.)
  • كنتِ رائعة وأنت تصيحين، أو هي تصيح.
    (يا الله.. حبيبي أنت هو.. كأنك هو.. تشبهه بالتمام.. لا يمكن.. شيء لا يصدق.)
    (شروق.. أنا حبيبك؟!!)
    (لا تؤاخذني نور انفعلت وبكيت.. أنت تشبهه جدا.)
    (أنا؟!!)
    (غير أنه متواضع عنك.. وقفتك ونظرتك بهما غرور.. كما نقول “شايف نفسك”.. على كلٍ أنت محق؛ فأنت وسيم المظهر والمخبر.)
    (هل لي أن أري صورة حبيبك؟)
    (أنظر في المرآة.)
    (أتمنى واحدة تحبني هكذا.)
    (لابد لمن تحبك أن تحبك هكذا.. لو كنت شاعرة لأبدعت القصائد.)
    (لأنك فتاة رومانسية وجميلة من داخلك.)
    (وصاحب هذه الصورة لابد أن له قلبا عاشقا وملتهبا.. أريد أن أسمع قصة قلبك.)
  • تحاولين فدوى بكل الطرق أن تسمعي كلمة عنك، فتذكري ماذا قال:
    (حفظت كل كلام وأشعار الحب وأعرف مواطن الغزل لمعظم شعراء العرب وغير العرب، ولم أجد منْ أقوله لها!.. أني ملتهب حقا.. ولكن من غير مدام.)
  • ها هو ياعصفوري يعترف أنه ملتهب.
  • أنتِ على طريقة لا تقربوا الصلاة.. قال من غير مدام.
  • ……………………………
  • ثم وصلنا لمحطة النهاية.. محطتك التي أوقفتِ فيها القطار دون أن يصل لمحطته الأخيرة.
  • نعم عصفوري.. فوجئت برسالته لها التي يقول فيها:
    (مساء الحب يا شروق.. أتمنى أن أكمل معك العمر.. أرى الحياة لها طعم جميل معك.. لا توجد مثلك الآن في رقة وجمالا وحبا، أتمني أن أحظى باهتمامك أكثر يا شروق، ربما أجد نفسي مرة أخري.. آه لو أنتِ الآن معي.. ولكن تأتي الرياح.)
  • وكان ردها عنيفا وقاسيا:
    (أنت ممن يقلبون الصفحة دون استيعابها.. وبك جسارة ليست في موضعها.. أنت تتمنى أن تكمل معي العمر!! وتريد اهتمامي بك أكثر لتجد نفسك!! كل هذا بعدما عرفت قصتي.. تريد أن تأخذني من حبيبي.. أنت واهم.. واهم، لقد سحبت منك اسم نور.. أنت الآن باسمك.)
  • هههههههههههه
  • لماذا تضحك عصفوري؟
  • سحبت اسم نور!! وبالطبع تعرفين ماذا فعل؟
  • نعم.. ادّعى أنه لا يعرف عم تتحدث.. وقال لها في انتظارك.. فردت عليه لا تنتظر.. فاعتذر عن فهمها الخاطئ، وأنه من خيال عقلها.. ماطل ثم أرسل لها وردة وصورة.
  • نعم فدوى ذات الصورة التي أرسلها لك والتي مكتوب عليها:
    أفكر فيك دائما.. فقالت له:
    (أفهم أنك تعتذر عن كلامك.. وأنك فعلا كنت تقصده.. فلماذا؟!)
  • قال: إنه لم يكن يقصدها وأن الرسالة التي أزعجتها كانت لأخرى بذات الاسم وتشابه الأسماء هو السبب.. وكما يفعل معك لكي ينهي الأمر قال: أرجو عدم التعليق.
  • نعم عصفوري.. هي طريقته في الهروب.
  • ما يحيرني.. لماذا صددته صدا تاما هكذا، والهدف من البداية هو الكشف عن نيته.
  • لم أرد أن يسقط أمامي.. أو قل أنهزمُ أمام نفسي.
  • ولماذا هذه الدمعة الساخنة.
  • بقايا من لهيبه.. هيا عصفوري الأبيض النقي ادخل صدري، ونم قرير العين.. لقد قفلنا هذا الحساب.. هيا عصفوري.. هيا.
    نظر إليَّ طويلا و.. طار إلى بعيد.
    **
https://www.facebook.com/noses1989/ العطر فى أنقى صورة.. أفضل ثبات وفوحان ..noses عـطور أونلاين ستغير فكرتك عن تركيب العطور.. تستحق التجربة
Related Posts

“قصتان درب ” قصة لـ”أحمد أبو خنيجر “

التعليقات على “قصتان درب ” قصة لـ”أحمد أبو خنيجر “ مغلقة

حماقة.. قصيدة للشاعر عبدالناصر الجوهري

التعليقات على حماقة.. قصيدة للشاعر عبدالناصر الجوهري مغلقة

حسين راضي يكتب: الحسينيات (١-٢)

التعليقات على حسين راضي يكتب: الحسينيات (١-٢) مغلقة

د. مختار أحمد هلال يكتب: هل الهلال بالخير “قصيدة”

التعليقات على د. مختار أحمد هلال يكتب: هل الهلال بالخير “قصيدة” مغلقة

حوار مؤجل.. للشاعر عبد الناصر الجوهري

التعليقات على حوار مؤجل.. للشاعر عبد الناصر الجوهري مغلقة

ميراث “قصة قصيرة” / هناء جودة

التعليقات على ميراث “قصة قصيرة” / هناء جودة مغلقة

أمل (قصة قصيرة) لنفيسة عبد الفتاح

التعليقات على أمل (قصة قصيرة) لنفيسة عبد الفتاح مغلقة

الشاعر محمد ناجى يكتب: أعــــضــــــــــــائــي تـئـــــــــــــــــــــن

التعليقات على الشاعر محمد ناجى يكتب: أعــــضــــــــــــائــي تـئـــــــــــــــــــــن مغلقة

عيد حميدة يكتب:ابن البلد

التعليقات على عيد حميدة يكتب:ابن البلد مغلقة

(إيشارب) أم هاشم // قصة قصيرة _ أشرف عكاشة

التعليقات على (إيشارب) أم هاشم // قصة قصيرة _ أشرف عكاشة مغلقة

رفد الفقراء / حسين راضى

التعليقات على رفد الفقراء / حسين راضى مغلقة
comments
  • مهند الياسري

    11/09/2018 at 9:39 ص

    نقل بالحروف .. عن واقع
    صار مالوف
    ابدعت الكاتبة كيلاني بقلم يكتب عن الاخرين
    مهند الياسري
    العراق

  • Comments are closed.

    Create Account



    Log In Your Account