أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
لماذا لا تستطيع أن تبوح بعمرها..
الكل يعرف ذلك:
عجوز الدار، والقطط التي ماتت ..
والبائع الذي يحط رحله على الباب منذ أربعين سنة..
وأبي الذي وقف في طريق زواجها من أجل قراريط لها، يتعشّم أن تدخل ذات يوم في كردون المباني.
شرعتْ أمي في ذبح دجاجتي الحبيبة..
قالت: جفَّ عنقودها..
ولم أفهم إلا حين كبرتُ، ورأيتها تمشط شعرها في عتبة الدار وتستبعد خصلات بيضاء، وترمق وجوه الداخلين .. وتضمني إليها وتقول:غدًا يجيء.
ولا أفهم .. غير أن أمي تجذبني من حجرها وتقول: عقب بيت.
فترمقها بانكسار وتضع الخصلات البيضاء في شق الجدار.
حين ماتت وانشغلوا في تجهيزها كنت ألملم خصلاتها البيضاء وأصنع عروسة، وكان أبي منشغلاً بتبوير الأرض وإعدادها للمباني.
يقول لأمي التي انكفأت تلملم حاجياتها وتهوّي غرفتها وتعدها مندرة للداخلين:
ـ ليتنا كتبنا محضرًا باسمها .. كنا أخذنا براءة.