أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
كلما استمعت الى الست ام كلثوم ، اتذكر سعيد الطحان ،صاحب القلب الرقيق والاحساس الجميل ،ذلك التاجر الطنطاوى الثرى ،الذى ندهته ام كلثوم ،فما عاد يطيق عنها صبرا !
كنا نراه فى الصف الاول ،عيناه لا تفارقان الست ، وكلما اشتد به الوجد ،يصيح كصوفى مجذوب : عظمه على عظمه يا ست .
والست ترعاه بنظراتها ،وتخطفه باهتمامها ،فذات مرة وقف هائما لا خبر له عن نفسه ،وصاح وتواجد ،فما كان من حبيبة الملايين ،الا ان تفاعلت معه ،واشارت اليه قائلة : ياما عيون شغلونى ،لكن ولا شغلونى ،الا عيونك انت ،دول بس اللى خدونى وف حبك امرونى .
هنا اشتد الحال بالرجل فأغشى عليه ،ونزلت كوكب الشرق من سمائها لتعيده الى صوابه .
اى حظ حالفك يا حاج سعيد ؟
ويظل حائما حول ام كلثوم ،يركب الطائرات ويلحقها فى الدول العربية والاجنبيه .
ويقال انه ذات مرة كان يقود سيارته ،فسمع صوتها من مذياع بعيد ،نزل كالمجنون وتتبع الصوت ،وهو فى هذه الحالة مزق شيكا بمبلغ كبير كان فى يده !
الحاج سعيد باع ارضه ومطاحنه ومحلاته فى حب الست ،ثم مرض ولم يعد يغادر طنطا ،وتلحظ معشوقته غياب الصيحات الحميمة والطلعة الوسيمة ،فيحكى لها ما وقع له .
تقصد بيته فى طنطا بلا تردد ،وتعيد اليه املاكه ،وتمنحه حق حضور حفلاتها مجانا .
ويوم السادس من اكتوبر ١٩٧٣، يستمع الحاج سعيد الى اخبار العبور ،فيصيح ويهلل ،لكن قلبه الذى يشبه قلب طائر ،يتوقف الى الابد ،وتبقى ذكراه كانسان يقدر الفن ويعيشه الى حد الجنون .