أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
للموت دائما حسابات أخرى، ولكن ليس كل ميت نترحم عليه، ففى وسط مانعانيه من هذا الاجتياح الفيروسى، والشهداء الذين يسقطون كل يوم من جرائه، يسقط أمس شهيد جديد، فى ظرف آخر استثنائى، تترحم عليه مصر كلها، ويصاب أيضا رجلان من الأمن فى المواجهة مع من أرادوا أن يزيدونا حزنا وهما، المزيد من أرواح المصريين تزهق فى مواجهة مع الإجرام، وهو إجرام أشد فى وطأته من كورونا، كورونا تلك القوى الخفية التى مازل العالم يتحسس طريقه ليعرف عنها شيئا فيتمكن من مقاومتها، ولهذا نكتفى بأن نغلق على أنفسنا البيوت على أمل أن ينزاح الهم، لكن هؤلاء القتلة الذين يخفون أسلحتهم ويتخفون وسط الأبرياء، جاهزون فى أى لحظة لرشق الصدور برصاصات غدرهم، لا يهم لأى هدف يفعلون ذلك، لصوص ، إرهابيون، فهم فى النهاية لم يشتروا الأسلحة والذخيرة الحية ليزينوا بهم حوائط بيوتهم، هؤلاء وهؤلاء دون شك مختلفون.
لقد سقط شهيد هو المقدم محمد فوزي الحوفي، بقطاع الأمن الوطني، خلال المواجهة التى استمرت أربعة ساعات من مساء أمس الثلاثاء، في منطقة الأميرية بالقاهرة
والحوفي،شاب فى مقتبل العمر، خريج دفعة 2004، وأب لطفلتين 4 و7 سنوات، ليس أول ولا آخر شهيد، هو شهيد فى طابور الشهداء الذين ضحوا بالروح لتستقيم الحياة ، قتلته يد غدر وخسة، لا تشبه حتى الفيروسات الضارة، لأن الفيروسات كائنات ليست عاقلة وانما هى خلق من خلق الله يمكن الاحتماء منها بالعزل التام والاختفاء داخل بيوتنا، أما هؤلاء فيدخلون بيوتنا الموصدة وربما يبيتون لصق أبوابنا، أو تخترق رصاصاتهم نوافذنا، هم مختلفون لأنهم يغتالون شعورنا بالأمان داخل بيوتنا،
يخفون أسلحتهم انتظارا للحظة الغدر الموعودة، هم فيروسات عاقلة واعية محددة الهدف،رحم الله شهيدنا ورحم كل شهداء مصر من رجالها الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه.