اتفق جدًا مع ما صرحت به المدعوة حنان شوقي بأن الحجاب هو لبس الشغل،وأؤكد على ما ذهبت إليه بلفظها الظاهر ، بل وأزيدها من الشعر ديوانا وليس بيتًا فقط ،بأن غالبية أصحاب الأعمال من شركات ومؤسسات ومصانع،يشترطون على المتقدمين للعمل لديهم زيًا موحدًا كشرط أول للالتحاق بالوظائف الشاغرة لديهم للتمتع بمزاياها من مرتبات وحوافز ومكافآت، وأوجه الرعاية الصحية والإجتماعية المختلفة،وكذلك تعويضات حال حدوث مكروه لهم ، إلى جانب معاشات تكفل لهم حياة كريمة بعد التقاعد عن العمل،ويحرص أصحاب الأعمال على هذا الشرط ليحققوا مبدأي الإنتماء والتميز لمؤسساتهم ، كذلك نجد شرط الزي الموحد في المدارس بمختلف مراحلها التعليمية ، وعند أصحاب المهن والحرف ،من ورش وأسواق حديثة ومقاهي ومطاعم وشركات أمن وأندية رياضية ، وأخيرًا في الكليات العسكرية أثناء الدراسة وبعد التخرج منها .
إذًا كل هذه الشرائح، يحرصون على إرتداء لبس الشغل أثناء عملهم أو دراستهم في الجهات التي التحقوا بها ، ليحققوا شرط التمتع بالمزايا الذي دونه لن يحصلوا عن أيًا منها ، كما يفقدوا فضيلتي الإنتماء والتميز ،فما الذي يضير المدعوة حنان شوقي من حرص نساؤنا على ارتداء لبس الشغل امتثالًا لأمر الله الواحد الخالق الذي قال في محكم تنزيله {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾. كما قال{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}، نعم، نساؤنا في شغل مع الله وإنشغال بالله طوال اليوم ، وكي يتمتعن بفيض الإمتيازات الربانية من أجر ومكفرات ذنوب وعافية ومعافاة وبركة في الدين والدنيا والأهل والولد والرزق وكل خيرات الله التي يغدقها على عبادة الطائعين ، عليهن أولًا تحقيق شرط ارتداء لبس الشغل ، وهو الحجاب الشرعي في المواطن التي يتواجد فيها أجانب عنهن ، ليؤكدن على إنتمائهن للدين الحنيف وتميزهن بالإحتشام والوقار ، أما عن اللهجة الحادة المتهكمة التي تحدثت بها المدعوة ونالت من أجلها ما ارادته من استهجان واستنكار وصل لحد السباب ، أعادتها من رقدتها التي طالت في غياهب النسيان لدائرة الضوء المزيفة، لتحظى بألاف المشاهدات والتعليقات التي جاءت أغلبها مصحوبة باللعنات ، ليس لرأيها في حجاب المسلمات الذي أعتدنا في الفترة الأخيرة سيل التشكيك والقدح فيه ممن على شاكلتها من دعاة التنوير والحريات المزعومة وما يرددونه من أباطيل ،جحدتها جميعًا مؤسسة الأزهر الشريف وديار الفتوى، وكل رجال الدين الثقات، ولكن جاء الاستهجان المصحوب باللعنات للهجتها الحادة وتهكمها الذي يحمل همزًا ولمزًا لمرتديات الحجاب وكأنهن يتوارين خلفه من تهم ، أو كمسجلات خطر يقمن باستغلال الحجاب لتنفيذ الجرائم المختلفة ، ومع أن الراهبات
– ولهن منا كل الاحترام- يرتدين حجابا قريب الشبه لحد كبير بحجاب المسلمات، إلا أنها وغيرها لايجرؤون على مجرد التلميح بإستنكاره حتى ولو بلغ تجرعهم لحبوب الشجاعة حد الثمالة .
الكاتب:
عماد يوسف النشار
سيناريست
عضو اتحاد كتاب مصر

https://www.facebook.com/noses1989/ العطر فى أنقى صورة.. أفضل ثبات وفوحان ..noses عـطور أونلاين ستغير فكرتك عن تركيب العطور.. تستحق التجربة